مع ان الزلازل تعد ظاهرة بيئية طبيعية قديمة قدم الانسان برغم شحة الاخبار الواردة عنها في عصور خلت .. الا ان الاحداث والفواجع الزلزالية المدونة تاريخا سيما الحديث منها تعد مؤثرة جدا على حياة الانسان لما تتركه من تداعيات روحية ومادية وفكرية .. حتى انها في كثير من الأحيان تشكل حدا فاصلا بين زمينين او تاريخ يشار له من هول الدمار والاثار والمخلفات التي يتركها على المواطنين افرادا ومجتمع وجهاز حكومي فضلا عن الفكر النخبوي ..

في اخر محطة تاريخية قريبة ضرب الزلزال تركيا وسوريا بشكل مؤثر وبخسائر مباشرة مهولة فضلا عن تحسس قوتها والشعور والتاثر بها من الناحية المعنوية والنفسية في بلدان شرق أوسطية قريبة من موقع الحدث ..
الكثير من الاخباريين والمدونين فضلا عن المفكرين لفت انتباههم التصريح المزعوم الى عالم هولندي تنبيء بالزلزال قبل يومين او ثلاث ثم اختفى الخبر المنشور عنه .. وقد ربط البعض الزلازل بفعل فاعل جراء المساحة الشاسعة التي اثر وتحرك بها والدمار الذي خلفه .. مع تأكيد شهود عيان بان الهزات الارتدادية المرافقة واللاحقة كانت شديدة وغريبة جدا عما هو سائد … اذ غطى السماء طيف ازرق مخيف مع أصوات رعدية مهولة بما لم يسمع من قبل … فضلا عن طوال مدة تلك الاهتزازات التي استمرت لايام .. ظلت فيها الناس تخشاها مفضلة النوم والاحتراز في الشوارع ..
صحيح ان عالم العسكرة والحروب والسياسة … قد تطور بالاساليب والتوظيف للاحداث الإنسانية والاجتماعية … لما يخدم سياساته الا ان الاحتمالات تبقى قائمة والابواب مفتوحة لتداول ودراسة الأفكار المحددة بهذا الاتجاه ومدى قدرة الانسان ومؤسساته للتاثير والتحكم بها ..
في ذات الوقت يجب ان لا يأخذ الامر بالاتجاه السلبي على ان يفتح افاق للعلم بالتدخل الإيجابي والحد من حدوث الزلازل وتاثيراتها الكارثية .. ومحاولة التنبيه المسبق واتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية على صعد مختلفة .. وهنا تكمن أهمية علم الزلازل وامتلاك قدرة التنبؤ به واكتشافه قبل الحدوث .. واذا ما تحقق ذلك ولو بنسب معينة سيؤدي حتما الى خدمة كبرى وجليلة للإنسانية .. ليس على صعيد التنبيه والاستعداد فحسب بل لفتح مجال علمي كبير لحسم ملف صراع الانسان مع البيئة ومجاهيلها وما تحويه من مخاطر اغلبها ما زالت خفية برغم التطورات التقنية والاتصالية التي بلغها العقل الإنساني ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *