لن أكتب حرفاً واحداً في مديح البلاد .
سأذهب إلى طبيب ماهر كي يخلع من رأسي فص الإخلاص .
سأطلب منه أن يفتح جمجمتي ويشيل ما تبقى من دماغي ويرميه بسلة الزبل ثم يذهب الى بنك الأعضاء الفائضة ويشتري لي دماغ وغد ويزرعه بسكراب ذاكرتي .
سأحذف من الشاشة كل الأُغنيات الوطنية الرائعة .
سأقصر نصوصي المنشورة على أنباء العطب الهائل الذي أصاب مؤخرة كيم كاردشيان بسبب الاستعمال المفرط لفيتامين البوتكس وأخوته بالرضاعة الطبيعية .
سأتوقف عن وظيفة زارع الأمل
لم يعد في قلبي فائض دم كي أوزعه على القبائل
لست عروة بن الورد ولا ابو حيان التوحيدي ولا المتنبي ولا أبو ذر الغفاري
لن أرتكب حماقة ابن زريق البغدادي .
سأكسر صحوناً مثلمة فائضة عن أثاث مطبخ العائلة ، وأرميها بحاوية القمامة وأتفرج على منظر الجياع الذين يقلبون بطن الحاوية رأساً على عقب بحثاً عن بقايا خبز فتتجرح أصابعهم و تتحنى أياديهم بدم قليل سيزودني بكمية هائلة من الضحك .
ثم أن الحق الذي يعرفني تماماً قد زارني البارحة بمنامي .
كان مهيباً عظيماً مذهلاً هائلاً لا شريك له ، وخلع عليّ حشداً من أسمائه وقال :
ثمة شجرة عالية غير مسماة قائمة على حيلها بحلق الزقاق.
اذهب الان اليها واجعل من ساقها الغليظ متكئاً ومد ساقيك مثل سكة قطار واصبر دقائق معدودات حتى تسقط بحضنك ورقة يابسة . خذها وضعها بين راحتيك وافركها واجمع مطحونها واقبض عليه بيمينك ثم عد إلى غريفتك و طش مسحوقها بطاسة ماء عذب لا شك فيه ، ثم اشرب هذا المزيج الطاهر شربة واحدة لا تثنى ، حتى تبرأ ويغادرك السقم وشر حاسد اذا حسد وابتسامة غني بخيل يرفع كفيه للسماء داعياً لك بالعوافي خاتماً دعوته بقولة أن عينه بصيرة ويده قصيرة .
وعندما فززت من نومتي الثقيلة نظرت من شرفتي إلى تلك الشجرة المهيبة التي تشبه أسطورة بابلية معتقة ، وجدت عند ساقها قطاً أسود ينظر إلى الأعلى ويهز ذيله ويتلمظ .
ثمة عش في الأعالي وأفراخ توصوص وقط أسود نذل سيتلقى بعد قليل ركلة من قدمي اليمنى بعد الشفاء