الميزانية ام الموازنة ؟ – “الكاتب محمد دحام ال طي”

بينما أسير في منطقة باب المعظم واذا بشخصين كبيرين في السن أسمعهما يضحكان بصوت مرتفع يقول احدهما للاخر (ميزانية موازنة خلي بس يقروها يمعود) بمعنى كان هناك حديث دائر بينهم واختلاف حول المصطلح ميزانية ام موازنة ؟ احدهما كان صائباً وهو من قال الموازنة طبعاً ذلك بغض النظر انني لم اسمع الى النهاية كيف أنتهى الحديث بينهم ؟ حسناً ماذا تعني الموازنة وماذا تعني الميزانية وقد يختلط عند الكثير من الناس فهم المصطلحان وهما فعلاً يختلفان من حيث المبدء والعمل حيث أن الموازنة هي ستراتيجة “خطة اقتصادية” تضعها الحكومة للعام القادم وتستخدم كأداة رقابية على الميزانية وعادتاً ما تكون تقديرية من حيث المتغيرات التي تحدث لاحقاً مثل الكوارث الطبيعية والازمات المفاجئة الاخرى وممكن ان نغير ببعض بنودها ولكن هذا لايتم الا من خلال قانون (لان القانون لايغير الا بقانون ) من داخل السلطة التشريعية “البرلمان” وتكون اهدافها رقابية كما اسلفنا وتخطيطية وسلوكية ايضاً .اذً هي اداة اقتصادية للبرنامج الحكومة “للسنة المقبلة” وتتكون عادة من ايرادات الدولة الخارجية والداخلية مثل النفط والضرائب والفواتير وارباح الشركات التابعة للدولة وغيرها ، اما النفقات فتتكون من المشاريع الاستثمارية ورواتب الموظفين العموميين وكذلك نفقات الصحة والتعليم وأمور الدفاع وغيرها ، واذا ارتفعت النفقات على الايرادات يكون هناك عجز في الموازنة وعادتاً ماتعوض من الديون الخارجية او الداخلية اما اذا ارتفعت الايرادات على النفقات فيكون هناك فائض والفائض يجب أن يذهب لخزين الدولة “المصرف المركزي” التابع للوزارة المالية ولا يتضح الفائض او العجز الا من خلال تطبيق الميزانية وهنا بيت القصيد” الميزانية التي يعتقد جميع الناس انها الموازنة نفسها رغم هناك اختلاف كبير وكبير جداً . الميزانية هي تطبيق ما تم دراستهُ من خطة اقتصادية في الموازنة العامة للدولة من نفقات وايرادات وغيرها او بمعنى اخر هي المصاريف التي تتم في العام المالي الذي خططت لهُ الحكومة مسبقاً في الموازنة العامة !

وعادة ماتكون الميزانية تقريرية عكس الموازنة تماماً فهي تقديرية . من خلال ما تم توضيحه الى الناس عليهم أن يعلمو أن هناك امور قانونية وتشريعية قد تلتبس عليهم ومصطلحات مطاطة وقابلة للتأويل ولها أكثر من معنى وأكثر من مغزى. والجميل هنا في الانسان عندما يتكلم في الامور التي يعلم فيها علم اليقين ولاتأخذه العزة بلاثم من خلال ما يتم من حديث او حوار لان شكله سيكون غير محبب اذا ما كان كلامهُ خاطئ وحاشكم من الخطأ .