عندك صديق وفي .. اذن انت سعيد ، نعم ان مثل هذا الصديق ، هو صنو الروح ، وشقيقها .. فالصداقة ، اشبهها بمنجم فيه الكثير من المعادن المنتقاة ، التي لا تنتظر إلاّ من يتأملها … ودائما ما استرحت الى اصدقاء ، نتبادل الهمّ والفرح ، فالصداقة الحقة ، ظل ظليل ، وهواء بليل وراحة من عناء العمل وضجة المسؤوليات ..
كثيرا ما أحدث نفسي قائلاً : ان الماء إذا ما سكن ، اصبحت صفحته كالمرآة يرتسم فيها كل شيء ، وكذلك الصداقة العميقة ، لا تصفو ولا ترتسم الاشياء في صفحتها ، واضحة إلاّ اذا هدأت النفوس وسكنت .. فالصداقة مرآة النفوس الرقيقة ..
واذا حظي المرء بصديق ، صدوق ، فالحياة تكون امامه جميلة حتى لو اعتراه خطب او ألم او معاناة . ان الصديق الحق لا يجعل نفسك تهرب الى الظلام لتحاكيها خلسة ، بل تراه معك ، تحاوره ويحاورك ، وتلك اهم ميزات الحياة الجميلة ، وسترى كيف ان ابتسامتك ستخرج من الاعماق طاردة اليأس والظلامية ، لأن الصديق المخلص هو الذي تكون معه , كما تكون وحدك ، فما أتعس الأنسان حين يحيا مثل صمت القبور .. بلا صديق مخلص .. ومقابل ذلك ، نجد ان اصدقاء السوء ، كالنار يحـرق بعـضـهم بـعـضاً ، وهؤلاء ان فعلت الخير لهم، فأنك مثل الذي يلقى ماء الورد في البحر، لأنهم من ناكري الجميل ..
لقد وصف ( الصداقة ) ادباء كثيرون ، وعلماء نفس كثيرون ، لكن لم يمنح مفهوم (الصداقة ) كحياة ، إلاّ قليلون ، أما الذين منحوها ( حياة ) نحبها وتحبنا ، ونعطف عليها وتعطف علينا ، ونناجيها وتناجينا ، فأقل من القليل، واصبح جرح الذين ابتلوا بعديمي الوفاء، باتساع البحر… فلا يلمهم أحد… إن عاتبوا في الليل الحزين… دنياهم .
كم سعيد انا ، فقد اجزل الله عليّ العطاء ، فمنحني اصدقاء مثل جمال فجر الصباح .. لهم تحياتي.
———————————–

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *