تربطنا مع الكويت علاقات وشيجة متأصلة منذ القدم ، ورغم ماحدث من احداث دراماتيكية في عهد الهدام عند غزوه الكويت والكل يعرف ماجرى من مآسي بحق الشعبين العراقي والكويتي نتيجة تهور نظام صدام الدموي والشوفيني ..
فاجئتنا الكاتبة هبة المشاري منذ الحلقة الاولى بمسلسل ( دفعة لندن ) واستفزاز علني لمشاعر العراقيين والانتقاص من المرأة العراقية ،،
سأتكلم مع السيدة المشاري باعتباري عراقي أولاً ومغترب ثانيا في الدول الاوروبية لاكثر من ٢٥ سنة ..
إن القائمة تطول من النساء العراقيات المبدعات في المجالات كافة والحاصلات على أعلى الشهادات من الجامعات الاوروبية والغربية من لندن وهارفارد وامستردام وباريس وكوبنهاكن واوبسالا وكارولينا ، ولو احصينا عدد العراقيات اللواتي حصلن على شهادات الدكتوراه والبروفسورية والطبيبات والمهندسات في الغرب فقط وليس العراق لفاق عددهن التعداد السكاني للكويت العاصمة .
أما إظهارك المرأة العراقية كخادمة في البيوت ، فأقول لكِ كذبتِ وافتريتِ وخاب مسعاك ، ففي الدول الاوروبية قاطبة لاتوجد مهنة اسمها ( خادمة ) مطلقاً كما هو في بلدكم القائم على الطبقية القذرة الذي يصل حد قتل الخادم او الخادمة المظلومة والشواهد كثيرة ، فمنذ ان تطأ قدم اللاجىء او من يطلب الاقامة في اوروبا يحصل على الاقامة التي يمنح بموجبها العمل والدراسة والضمان الاجتماعي والضمان الصحي ولا فرق بين مواطن واخر سوى ماتقدم من عمل ودفع الضرائب والكل متساوون امام القانون لافرق ولا تمييز بين مواطن اصلي ومواطن مغترب ..
انتِ بهذا العمل ضربتِ جهود التقارب بين الشعبين الاخوين في مقتل ، فهل من الشهامة والادب والامانة العلمية في كتابة الروايات ان تصوري عراقية تقوم بسرقة طالبات كويتيات ؟ وهل من المروءة والعفة ان تظهري العراقي والمعروف بالغيرة والشهامة أن يرفض مساعدة اخواته العربيات ويبصق عليهن في مدينة الضباب لندن مركز المغتربين في العالم ..

ايها الكويتيون : لاتظلوا أُسراء للماضي وشجون الذكريات ، فإذا انتم اكتويتم بلظى نار صدام فترة ( ستة شهور ) نحن دفعنا الملايين من القتلى وحفر الباطن شاهد على تلك الفجائع ، نحن تحملنا حصار ( ١٤ ) عام أكل الاخضر واليابس حتى جفت ضمائر العرب جميعاً ولم تحرك ضمائركم موت الاطفال والشيوخ امام نقص الدواء والغذاء حتى اصبحنا مشردون كالعصافير في المنافي ، وملئت بنا السجون العربية بلا رحمة ولا شفقة ، وعوملنا كاليهود بل اشد قسوة من بلاد العُرب اوطاني ومن بغداد الى تطوان .. ذقنا الويلات منكم ؛ في عمان والخليج والقاهرة باستثناء مواقف مشرفة ولكنها خجولة من سوريا العظيمة ..
من بلدكم والخليج انطلقت صواريخ اليورانيوم المنضب لتفتك بالعراقيين للان بأمراض السرطان ، من قواعد بلدانكم تآزرت على قتلنا كالوحوش ( ٤٣ ) دولة .. فحولوا بلد الحضارات الى مدن اشباح وأماسي رعب ..

اخواننا في الكويت ، لغاية هذه اللحظة نحن نعاني من الفصل السابع بسببكم ورغم التعويضات التي وصلت ( ٥٦ ) مليار ، طالبتم بالتعويض حتى للعصافير ،

السيدة هبة المشاري انت تدركين تماماً أن المرأة العراقية هي تاج وسنام العرب ، وأن شموس العراقيات الرائعات في اوروبا وغيرها لا يحجبها غربالك الممزق ، دعيني اقول لكِ إن ابنتي السومرية ( زينب ) وهي بنت السابعة عشر ربيعاً والمولودة في كوبنهاكن كتبت روايات لو وضعت سطراً واحداً منها لفاق كل كتاباتك بأجمعها ، ولكنه حقد قديم وشجت به اصولكم وتآزرت به فروعكم ..
هل نسيتِ انك امام العراق الكبير ؟ ! هل نسيتِ أن العراقية هي حفيدة كوديا ، والملكة الاشورية شميرام ، وعشتار السومرية الجميلة وقيثارتها ،؟!

هل تقبلين ياسيدة مشاري ان نقوم بعمل مسلسل على هروب وبكاء امراء الكويت عند دخول جيش صدام الاغبر ونقوم بتوزيع المسلسل على كل دول العالم ومترجم بكل اللغات ؟
اهلنا في الكويت : أوقفوا هذا المسلسل ؛ واوقفوا هبة المشاري عن كتابة هكذا مسلسلات فلربما تعاني من عقدة نفسية ألّمت بها قديماً . وأفهموها أن مقهى من مقاهي بغداد أو شارع المتنبي كان موجوداً قبل وجود الكويت على الخليقة ..

ادعو وزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين والجاليات العراقية في لندن خصوصاً واورويا والغرب عموماً الى وقفة جادة وحقيقية لاستنكار هذا العمل ..
ولنا تتمة في قابل الايام ..

الدكتور
هاتف الركابي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *