ـ وطني: مسكينُ أنت يا وطني العراق.
– فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة العام 1920 حتى اليوم.
– دوماً يا وطني.. يقتل أبناؤك باسمك أو تحت يافطتك.
ـ والحقيقة يا وطني.. يذهب أبناؤك حطباً لحكام فرضوا عليك وعلى شعبك.
ـ وطني.. المصيبة أن شعبك لم يستفد من كل دروس الماضي.. والحاضر.. والمستقبل المنظور.
ـ وطني.. ونبقى مجبرين ندافع عن أسوأ ما خلق الله من بشر.
– وطني.. متى نستفيق؟.. متى يا عراق؟.. متى يا وطني؟.. متى يا وطني؟؟.. متى ؟؟؟؟؟؟؟
ـ في العراق الملكي:
ـ وطني: لم نسمع في العهد الملكي اسم الوطن.. والفداء للوطن.. تتداول على الألسن.
– وعلى الرغم من وجود العديد من الأحزاب التي يرتبط اسمها باسم الوطن منذ عشرينيات القرن الماضي.
– كالحزب الوطني العراقي.. والوطني الديمقراطي.. والوحدة الوطنية.. والإخاء الوطني.. والاتحاد الوطني.
ـ وطني.. كان اسم (الوطن) يَسموا على كل الأسماء والعناوين.. وبرغم عدم تداول عبارات (الوطن.. والوطنية).
– فان جميع العراقيين كانوا وطنيين بحق وحقيقة.. صحيح لكل قاعدة شواذ.
ـ وطني: كان هناك عملاء للأجنبي.. لكنهم يعدون أقلية صغيرة.. ومكروهين وممقوتين من كل أبناء العراق.
– وطني: كما إن هناك طائفيون.. لكنهم قليلون جداً.. ولا احد يسمعهم أو يحترمهم.
ـ وطني.. فان استطاع بعضهم تسلم مناصب رفيعة.. فقد كانت نهايتهم مريرة.. ولمزبلة التاريخ.
– وطني.. لأول مرة يذبح الحكام الكبار غدراً.. ويصفق الشعب انتصاراً لك يا: وطني.
ـ في العراق الجمهوري الأول:
ـ وطني.. ظهرت مصطلحات لم نسمعها من قبل: (وطني.. متآمر.. عميل.. عفلقي.. قاسمي.. ناصري.. فوضوي).. وهي تسميات سياسية أكثر منها موضوعية.
ـ وطني.. كان بعض هذه التسميات تهمة تصل للقتل.. ليس من قبل الحكومة.. بل من خصومها السياسيين.
ـ وطني.. وهكذا تحولت الأحزاب إلى قوى مفرطة لسحق الآخر.
– وطني: ونسيت دورها (الوطني والقومي والتوعوي).. وخسر العرق الآلاف من شبابه.. بتهم قد لا يفهمها لا القاتل ولا المقتول).
ـ حكم البعث الأول:
ـ وطني.. أفرزت مرحلة الحكم الجمهوري الأول تخندقاً وصراعاً بين العراقيين.
– خندقين متقابلين متصارعين.. ليس بالأفكار.. بل بالدم.. وهكذا كان بحر دماء العراقيين.. يجري بشكل لا يصدق بعد انقلاب 8 شباط 1963.
ـ حكم الأخوين عارف:
ـ وطني.. وتسلم عبد السلام عارف السلطة كاملة بعد طرد الحرس القومي.. في محاولة لامتصاص وإيقاف الفوضى ونزيف الدم.. وخطى خطوات جيدة في هذا المجال.
ـ وطني: لكن لم تكن انت ياوطني أساسا لبنائه وتقدمه.
– بل إن عبد السلام سلك طريق القرابة والديرة في إشغال المناصب العليا.. بشكل كبير.. وتعززت الطائفية.. فكانت بداية الطامة الكبرى.
ـ عهد عبد الرحمن عارف:
ـ وطني.. تسلم السلطة بعد مصرع اخيه عبدالسلام بحادث سقوط طائرته.. واستطاع عبد الرحمن أن يكمل طريق التهدئة.. وتبييض السجون.. ومنح الحريات.
– وطني.. لكن الحريات اقتصرت على الاحزاب القومية.. وكان للبعث اليد الطول في التحرك العلني والتحرك السري الانقلابي.. فكانت الطامة الكبرى.
ـ وطني.. سجلت سياسته في التهدئة والحرية نشاطاً محموماً من القوى المنافسة له لإسقاطه.
– وفي مقدمتهم أبناء ديرته من الفلوجة والانبار ( عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداوود).. الذين نكثوا عهدهم معه.
– وتحالفوا مع البعث وأسقطوا حكمه.. وبقيت انت يا وطني بعيداً عن دائرة التفكير الجدي.
ـ حكم البعث الثاني:
ـ وطني.. كان البعث في البداية.. وبكل جهوده تغيير صورته.. ورفع شعار (الثورة البيضاء).. وأفلح كثيراً.
ـ بحل المسألة الكردية على أساس الحكم الذاتي.
– وتحالف مع ألد أعدائه الشيوعيين.. وكسب الغالبية العظمى من القوميين لحزبه.
– واستطاع أن يكسب كل دول الخليج.. وإقامة علاقات دولية متينة؟.. ليبدأ ببناء اقتصاد قوي.
ـ وطني.. لكن حليمة عادت الى عادتها القديمة.
– وطني.. وسقط البعث من جديد بأبشع الممارسات الدموية.. ضد منافسيه المحتملين.. وغير المحتملين.
ـ ولم يبقِ صديقاً أو حليفاً معه حتى أعدم اغلب قياديي حزبه.
– وطني.. ليلتفت إلى شعبه ويدخله في حروب لا طائل منها.. ويسجل أرقاماً قياسية عالمية في سجن وتعذيب وقتل مواطنيه.
ـ الاحتلال الأمريكي:
ـ وطني.. وجاء الاحتلال الأمريكي في نيسان ٢٠٠٣.
وطني: تحت يافطة تحريرك.. واقامة الديمقراطية.
– وطني.. ليقيم لنا نظاماً طائفياً قائماً على التخلف والحقد وسرقة المال العام.
ـ وطني.. وكانت من نتيجة سياسة القتل والحروب لنظام البعث أن احتلتك ياوطني الولايات المتحدة الأمريكية.. بدعم قوى المعارضة العراقية في الخارج.
ـ وطني.. انت أول وطن في التاريخ العالمي القديم والحديث والمعاصر تجتمع فيه قوى المعارضة.. وتتعاون مع الأجنبي لاحتلال وطنهم.
– وطني.. وعلى الرغم مما قيل في مقاومة المحتل.. فإن المتضررين من احتلالك هم من قاوم الاحتلال.
ـ وطني.. لتلد العملية السياسية من رحم احتلالك.. التي سلمت العراق وشعبه.
– لمن لا يفقه في العراق.. تحت يافطة الانتخابات.
ـ وطني.. كان كل همهم وهدفهم سلب العراق.. ليرثوا حكم صدام والبعث.. وكانت النتيجة بحار من الدماء ستستمر لعشرات السنين المقبلة.
ـ وطني.. هل يستطيع أبناؤك العراقيون أن ينتجوا قوى جديدة نظيفة.
– من رحم المعاناة.. مؤمنة بك ياوطني حقاً وحقيقةً.. بقيادات شابة علمية ومخلصة؟.
ـ أم نبقى جالسين.. ونقول كما قال اليهود لموسى (اذهب أنت وربك.. إنا هنا قاعدون).
ـ أم نتظاهر بقيادات غير معروفة أو مغامرة.. لتسرق الانتفاضة من الأسوأ والأخس من الحاليين.
ـ مسكينٌ أنت.. يا وطني.. يا عراق.. متى نستفيق؟.
– وطني.. متى تستفيق يا وطني!!