الكاتب حسين القاصد
منذ غياب الاتحاد السوفيتي بصفته قوة عظمى، انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقرار ومصير العالم، وغاب التكافؤ والتوازن العالميان.. ثم ظهرت إيران المحاصرة كقوة نووية ذات نفوذ شرق أوسطي، فتردد بعضهم من تقبلها لدوافع نعرفها جميعا، ولم تبادر الصين بأية خطوة على الرغم من أن كثافة شعبها قد تتسبب بنفاد رصاص أمريكا ولا ينفد عتادها البشري بينما اكتفت كوبا وكوريا الشمالية بما لديهما.
أنا مع روسيا لأنه لا بد من موازنة قوى ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وأنا مع روسيا لأنها قريبة من هموم الشرق.
من حق روسيا أن تستعيد ما فرط به غورباتشوفها، مثلما من حقنا نحن أهل العراق، أن نستعيد ما فرط به غورباتشوفنا ( العبادي) الذي صدق أنه قائد النصر ونسي أنه مجرد بيدق لعبور مرحلة داعش من دون طائفية وربطنا بصندوق النقد الدولي .
أتذكر بعد تحرير الموصل أن العبادي وجه دعوة للصحفيين وانا من بينهم.. وكان لي عمود ثابت في جريدة الصباح، ويبدو أن العبادي فسر دعمي لقواتنا ضد دا١١عش أنه دعم له، فدعانا لمكتبه.. وقابلنا مدير مكتبه ( نوفل أبو…) وكان نوفل هذا يتمنطق بألفاظ انجليزية ثم يردفها بالعربية كي يخبرنا أنه مثقف، ثم أخبرنا بالصاعقة! فقال اتفقنا مع محمد بن سلمان على إلغاء التعيينات إلى عام ٢٠٣٠.. وطلب منا تثقيف الشعب على سياسة التقشف.. عندها نهضت من مكاني وغادرت الجلسة، ومن كان معي في الجلسة منهم من صار برتبة وزير ومنهم من انزوى بانتظار عودة العبادي.
روسيا العظيمة تستحق كل ما يليق بها! وأنا مع روسيا في كل خطواتها العسكرية.
لا بد من موازنة القوى، كي لا تنفرد أمريكا بقرار الأرض.
فقوانين الأرض منحت روسيا فرصة استعادة نفسها، وليس للولايات المتحدة الأمريكية سوى الرضوخ، فلا حرب عالمية ولا هم يفرحون.
روسيا تمثلني وبوتين رجل صعب يعرفه خصومه، ويعرفه مدونو السفارة و( لواحيگها) ولا عزاء لمن باع نفسه.