مُذ خمسين وأكثر، أربي الموت طفلاً
لاينام أشاغبه بطرق مبتكرة، لم ترد حتّى في ذاكرة الآموات او صلاحيات ملائك الموت الكرام
منذ خمسين والأصدق إحدى وخمسين أعود مقبرتي وبقيافة كاملة،
أدمنت الحداد، وجه يصلح للعتاب
الكوفية التي أتفنن في إحكام قبضاتها، جدائل لا تهزها الريح
اثوابي المخصصة حصرياً، فضفاضة كاحاديث الغياب،
لا اموات في السراديب، ياترى من أين كل هذة العظام؟!
لا منافس لها إلا سروالي الأسود الطويل ذا الحجل، كما تسمية امي،
كم تجيد الأسماء!
ضيقة دروب المقابر، تعرجات مدركة
يحفظها الدفّانون عن ظهر موت،
أصابع تبيع القبور للأموات، الأحياء يضرسون
القبور مسابح سوداء بخرزات صغيرة ، رصت بإتقان المجاز
منذ خمسين وأكثر؛ أنجو
من تنمر الشواهد،تشتمني بلسان خجول
حين تعشو كعادتها لا تعض السالكين
أنجو:
من احتراق أعواد البخور، لا رائحة للشواء، لاأغرق في (دباب) ماء الورد الوردية، نهر يسجل الغياب
لا يلتصق الشمع بشعري، أتفنن بلصق مشاعري
وأعود بكامل قيافتي، بتقاسيم تكفي لحزن خمسين أخرى وسنة لا تعبأ بربيع العام
أنجو:
من خلايا السرطان التي تنمو بسرعة مذهلة كطحالب أفلت زمامها تأكل زهو الضفاف، لامغتسل بارد وشراب
حروب الفيروسات،
تكحّ رئات سوداء
انجو:
من حروب بلادي التي ضُيع رقم تعدادها، لا سجلات هنا للأحصاء
أنجو:
من ضرب الفؤوس، معاول لا تجيد الهراء، أنثيال التراب نقلات ثلاث، ثلاث..
أنجو:
من تقشر الشظايا، يقشرني عمال المطاعم الخارجية، بصل لايجيد إحراق العيون..!
منذ خمسين وأكثر
مقابر تتمدد، ألف ذراع وذراع، أخطبوط التراب يلتهم حوت الماء
لا حدائق خلفية تزين أكفان الموتى، لك ان تكتفي بوردة في كتاب
لا مرايا تعكس الضوء، توابيت تتناسل تورثَ مسامير خرساء
السلام على أهل القبور، لاأحد منهم يرد السلام
“السلام على أمير السلام ”
ما زلت اربي الموت طفلاً لا ينام..
.
.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *