الكاتب صادق السامرائي
القوة الغازية تخرِّب البلد الذي تدخله عندما يتعاون أهل البلد معها , ولا يمكنها أن تخرِّبه إذا قاومها أهله.
ذلك قانون متعارف عليه في مسيرة الحروب البشرية , فبغداد خرَّبها التتار لأن عددا من المتنفذين في الدولة والجيش تعاونوا معهم , وفي كل غزو لها يتم تخريبها بمعاونة مجاميع من أهلها , فالوطن تم تخريبه عقب آخر إجتياح له بمعاونة أناس جاؤوا مع القوات المحتلة , وأمسكوا الحكم وأدوا واجبهم في التخريب والتدمير لكي تدوم لهم السلطة.
بينما الشعب الفرنسي قاوم التخريب والتدمير في الحرب العالمية الثانية , وكذلك الشعب الإنكليزي , والشعب في مدينة وارسو تحدّى الدمار والخراب وقاومه , وأعاد بناء المدينة في وقت قياسي بعد هزيمة الجيوش الغازية.
وفي مجتمعاتنا يتباهى العديد من المحسوبين على البلد , بأن لديهم القدرة على التخريب والتدمير , وتحويل البلاد إلى ركام , والإنسان إلى حطام , ويرفعون رايات الدين.
فالشعوب الحية المعتصمة بحبل الوطن , لا تقدر عليها أية قوة أخرى مهما تمكنت وتقوَّت , فإرادة الشعوب لا تهزم , لكنها تنهار عندما تُخرم من قبل أبنائها المنحرفين المعادين للبلاد.
ولا يمكن بناء وطن وفيه موالين لغيره , وتابعين لأعدائه , وقد تمكنوا وتسلطوا عليه.
إن أولى خطوات البناء والنماء , أن يتحرر المجتمع من قبضتهم , ويتخلص من هيمنتهم , وسلوكياتهم المناهضة لإرادة الحياة وصلاح الدين.
فهل من قدرة على تحرير الوطن من أعوان الآخرين؟!!