مخيم الهول الذي يقع شمال شرقي سوريا، يضم أعداد كبيرة من عصابات داعش الإرهابية مع عوائلهم، من العراق وسوريا ومختلف دول العالم، هذا المخيم بإشراف الأمم المتحدة وعليه حراسات مشددة، يقطنه نزلاء من جنسيات مختلفة من السوريين وأكثر من (١٠ آلاف ) من الأجانب، وهناك حالة رفض من أكثر الدول لأستقبال رعاياها خشية قيام بعض عناصره من عمليات إرهابية.
أقدمت الحكومة العراقية على خطوات بعد ضغوطات خارجية تضمنت عودة بعض العوائل العراقية الموجودة داخل هذا المخيم وعلى شكل تسعة دفعات، حيث تم إيواء معظم هذه العوائل في مخيم الجدعة (جنوب مدينة الموصل) لتأهيلهم ودمجهم مع المجتمع، بأستثناء المطلوبين بقضايا مختلفة وتم إحالتهم إلى المحاكم المختصة للنظر بقضاياهم ومحاكمتهم او تبرئتهم.
جدير بالذكر بأن أكثر العوائل التي أعيدت الى مناطقها لم يسجل عليها أي مؤشر أمني، والحكومة وضعت برنامجا تأهيليا لهذه العائلات العراقية وتحديدا الأطفال منهم.
هناك خشية وهواجس وقلق إزاء العوائل المتبقية في هذا المخيم، والبعض وصف هذه العوائل ( بالقنبلة الموقوته ) والقلق وارد جدا والخشية مشروعة أيضا بسبب تداعيات أمنية مرتبطة بتنظيمات داعش ” المهزومة ” التي قد تستثمر بقايا جرذانها في سوريا ودسهم بين هذه العوائل بغطاء ماكر وبثوب جديد واقنعة مختلفة، لذلك فأن الحاجة ملحة جدا للتدقيق والتآني والإستشارة والتواصل مع بعض شيوخ العشائر والوجهاء واهالي تلك المناطق التي تقطنها تلك العوائل قبل نزوحهم الى مخيم الهول .. للعلم هناك فريق عمل متكامل حيث احصى اكثر من (٧٠٠٠) عائلة عراقية فضلا عن فريق متخصص للبحث عن النساء المختطفات لوجود مشكلة عدم الإفصاح عن هوياتهن بسبب الخوف على حياتهن ..وقد تم نقل البعض من النساء الى العراق .
الحكومة العراقية الحالية جادة وتسعى لحماية العراقيين جميعا ومنهم العوائل الموجودة في المخيم لاسيما الأطفال منهم لخطورة بقائهم هناك، لابد من فك عقدة المخيم والتي تعد من أكبر مخلفات داعش المهزوم، وأعتقد بأن التعاطي مع هذا الملف ” بالغة التعقيد ” وتستغرق وقتا طويلا وتحتاج تظافرا للجهود الدولية والإقليمية بالتعاون مع الجانب العراقي.
ان استيعاب هذه الاعداد وتأهيلهم هو توجه حكومي رشيد وجاد في تسوية هذا الملف وضرورة اسدال الستار على اخر فصول حقبة داعش وذيولها .
لسنا بالضد من إعادة الآلاف من النساء والأطفال المحتجزين في المخيم، لأنه يعتبر اسوأ مخيم في العالم لعيش الكثيرين فيه بظروف صعبة ومعقدة قد تهدد حياتهم ومستقبلهم .. ولكن حذاري من المخططات الإقليمية والتدخلات الأمريكية، الملف عراقي والقرار عراقي والدماء التي طهرت الأرض ” عراقية خالصة ” فما زالت هذه الدماء لم تجف وامهاتهم ثكالى وزوجاتهم أرامل وابنائهم يتامى.
السلطتين التشريعية والتنفيذية أمام مسؤولية تأريخية للقضاء على ما تبقى من الخلايا النائمة ومنعها من العبث بالإنجازات الأمنية، وابعاد العراق عن شبح القتل والعيش بأمان وسلام .