من يُوقظ الحياة
النائمة في جب الموت،
من ينفخ في صور البعث،
تشخص أبصار الغي،
تُنسف هامات جوفاء،
يقطنها الغثاء،
تندثر الفوارق و الفواصل،
تُبَدَّلُ الضمائر غير الضمائر،
أيها التاريخ المهترئ في الذواكر،
أكتب على جباه الريح ،
ما تبقى من حكاية العار……
على قارعة الهباء،
وطن بلا رداء،
أقدام مشلولة الخطى،
بُثرت سيقانها المغروسة
في تربة بلا إنتماء،
في مقبرة الظل،ترقد
أصوات مبحوحة الحناجر،
صراخها المذبوح،
يفلق مسامع الصمم،
الكفوف مثقلة بالسراب
تقبض على كمشة خواء،
أموات يرددون نشيد الأحياء ،
العَلَمُ دمٌ و نار،
السجن بلا أسوار،
أرواحهم اليابسة نمت
خارج مدار الوجود،
أيتها السماء ،لم غيرت
اتجاهك عن وطن الحداد؟
أفواه مشرعة تقتات
على لغو الأكاذيب،
عيون معلقة على
مشنقة الضياع ،
ضحكات مقتولة
تتسكع على مرايا الانكسار…..
لا أرى الربيع في
عيونك يا ولدي!!
قد سُرقت الأحلام
من جوف الفراشات….
كيف للأزهار أن تينع
في سهل يرتدي حلة الرّمضاء؟
كيف للأغصان أن تفي بعهد
الثمار و الجذور قفار؟
الجردان نمت لها أذيال الذئاب،
تتقاسم ضرع الوطن،
الخرفان تثمل من خمرة المحن،
هنا في معبد التهافت
تُقام صلاة موت الضمائر،
أعرني عصاك أيها التاريخ
أفلق بها بحر الغواية..
لا عبور لنا إلى مرفأ البياض،
من يوقض الشمس
حتى نرى النور جهرة؟
أعرني عصاك أيها التاريخ
أهش بها الهمم،
تهفو إلى الانبعاث
من رماد الخنوع،
أشق بها بحر الأماني،
لتعاد قسمة وطن……