ليس المهم ان نكون حياديين بل الاهم ان نكون موضوعيين في طرح الاراء. ربما ستصب حواء جام غضبها وسَتُسلط ألسنة لهبها على عمر الناصر ،وستتهمهً بأيقونة الرجعية والتسلط الذكوري الذي يقف بوجهها ويعرقل تطلعاتها وحقوقها المدنية المشروعة ، وربما ستوجه سهام نقدها اللاذع عليه وتنسى للحظات انصافه ووقوفه الى جانبها في الكثير من الاوقات، فهو يترجم اليوم الصورة الواقعية لمفردة التمكين من وجهة النظر الغربية ، التي بدأت تروّج لها بعض الجهات الدولية والاعلام الموجه الذي يسعى لدس السم في العسل، لكن من عاش هذه التجربة واستطاع الولوج والغوص بعمق جزئياتها ، سيستطيع حتماً ان يرى الخطر الذي يهدد المجتمعات الشرق اوسطية والعربية تحديداً وما يخبئ خلفه من سلبيات تهدد النسيج المجتمعي بالانهيار.
اذا ما اردنا النظر لعمق الطبيعة الفسيولوجية للمرأة وفق النظام الانثروبولوجي في المجتمعات الرأسمالية التي تعتمد على الضرائب ، سنجد بأن واقعها الفعلي لايتطابق مع التنظير والهالة العملاقة المحيطة بحقوقها والتي تروّج لها تلك الانظمة والمجتمعات المتواجدة هناك ،بعد ان اقحمتها في حقول العمل الذكورية التي سلبتها وجردتها كليا من المعنى الحقيقي للانوثة، وحولتها من كتلة هلامية من العواطف والمشاعر والاحاسيس الى روبوت الي متفاني في زيادة الانتاج ودفع الضرائب ورفع الدخل القومي ، دخلوا لها من بوابة رفع شعار العدالة والمساواة بين الجنسين وحمايتها من العنف الاسري والاضطهاد، بل اوهموها بحقوق ينبغي ان تكون من المُسَلَمَاتْ التي يوفرها لها الدين الاسلامي ، لكنها ما هي الا ثغرة للحرية المنفلتة والتعري والشذوذ وهدم الاسرة ، وبالمقارنة العملية تم زجها في مواقع لاتصلح لها وفق مايقوله المنطق والمعايير التي تتطابق مع المحافظة على رونقها وبريقها ، كانثى كرمها ديننا الحنيف في المحافظة على كرامتها وعفتها، اضطرها للعمل في حفر الانفاق وتسليك شبكات الصرف الصحي وتدوير النفايات واعمال البناء الشاقة وشق الطرق داخل الجبال وتدوير النفايات وقطع الاشجار حتى وصل الحال الى زجها في مهنة دفن وحرق الموتى وكل ذلك ينطوي ضمن قائمة تمكين المرأة اقتصادياً .
لا احد يقف بالضد من استنساخ دور المرأة ومكانتها الاجتماعية والسياسية ودفعها بقوة في مفاصل الدولة لتحقيق متبنيات واهداف الحكم الرشيد، كأن تكون رئيسة محكمة اتحادية او رئيسة مجلس نواب او حتى رئيسة جمهورية ،على غرار اقرانها اللواتي في دول متقدمة مثل انديرا غاندي في الهند ١٩٦٦-١٩٧٧، وميركل المستشارة الحديدية ٢٠٠٥ – ٢٠٢١ م ، او شوتوكو امبراطورة اليابان بين ٧٤٩ – ٧٧٠م ، حتى نحولها الى صاعق براغماتي حقيقي يساهم في بناء دولة المؤسسات التي نسعى جميعا الوصول اليها ، لكن على ان يندرج ذلك تحت يافطة “المعروف عرفاً كالمشروط شراً “لقطع الطريق امام جميع المحاولات الرامية لتفتيت النسيج المجتمعي ، ولكبح جماح التدهور والانهيار الاخلاقي الذي تحاول بعض الجهات الخارجية تسويقه بمسميات مختلفة بغية شق عصى الرأي العام والتعايش السلمي بين الافراد.
انتهى ..
خارج النص/ ما اعطاك ابن ادم نعجته الا ليسلب منك الثور والجملاّ ، الجميع يقف مع تمكين المرأة لكن وفق المعايير والعادات والاعراف المجتمعية وليس وفقاً للمعاير الغربية .