الكاتب صادق السامرائي

هذا المنهج الفاعل في واقع الأمة , منذ أواخر العقد الثامن من القرن العشرين , بل قد إنطلق منذ نهاية الحرب العالمية الأولى , وتطور حتى إمتلك الأدوات القادرة على محق أهل الدين بدينهم.
فلو تابعتم ما جرى ويجري لأبناء الأمة على مدى أكثر من قرن , ستجدون أن المسلمين قد قتلوا من المسلمين ما لم يقتله أي عدو لهم منهم.
وكانت الأداة الأقوى والأسهل هي حشر الدين في السياسة , ذلك بتشكيل الأحزاب وتسييس المذاهب والجماعات والفئات , وتجييشها على بعضها , وإيهامها بأنها تمثل الدين القويم , وغيرها كافر وزنديق , وعليها أن تفتيَ بمحقه.
ووفقا لهذا المنهج المربح المريح , يتواصل شحن المواقف الطائفية , وتأجيجها وتسليحها ودعمها ماديا وإعلاميا , لكي تؤدي المهمة على أحسن ما يرام.
وتجد أبناء الأمة في معظم دولها منشغلين ببعضهم البعض , وما عندهم سوى الإنصراع بالدين , وكأنهم لوحدهم أصحاب دين , والدنيا بلا دين أو أديان متنوعة.
وتراهم يستهلكون الوقت في موضوعات تهدف لإشاعة البغضاء والعدوانية والتقاتل ما بين أبناء الدين الواحد.
ومن الأمثلة على هذه الطعومات والإلهاءات , أن تقوم فئة من المتمذهبين بما يرونه , بالطعن بما يمت بصلة لرموز الدين , لتهب بوجهها مجموعة أخرى وتصفها بما تصفها به , ويحتدم التصادم ويحلل كل منهم دم الآخر.
ويبدأ الصراع المدمر للدين وأهله.
وقس على ذلك العديد من الطعومات , التي بدأت بها الكراسي منذ فترة بعيدة , ولا زالت فاعلة في تدمير الدين بالدين.
والجديد أن أعداء الدين , قد أجادوا توظيفها للقضاء على أمة الدين , وبجهود وإرادة أهل الدين!!
فهل ستستفيق أمة الدين من هذا الغي المبين؟!!
أم سيبقى أبناؤها بما يُراد لهم يعمهون؟!!

قبل infoaktub

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *