أنفِضُ ملامحي عن مشهد الضّوء
لتتساقط في العتمة
وهكذا.. لن تُتَرجِمَني العيون المذعورة من جرأة المصافحة
إلى حكايات قديمة؛
حكايات،
ربّما،
كانت اِلتقَتْ بي في خطوط كفّ تشبه خطوط كفّي
أو تُتَرجِمَني إلى نبوءات قد تحرّفُها أصابع الفراغ
فتَصِيرَ إلى ما يشبه تَعاليمَ للتّيه…
“للضّوء دهشة الملامح
فانفِضْ عنه ملامحكَ حتّى لا تَكْتَشِفَ العتمة نَوَافذك
فتُؤوِّلُك على مَذْهَبِ أتباع الرّيح،
حتّى لا تُؤوّلَك على ظاهر جثّتكَ
وحتّى لا يَنْسَخَكَ الضّوء بآية السّراب
فَتَبْطُلَ
ولا يُؤخَذُ بك في فتوى الاتجاهات.”
هذا ما أوحت به لي
المرآة الكبيرة التي تعانق دفّة باب الخزانة
وهي تحاول ترتيب فوضى ملابسي/ ملامحي على وجهها!
أَنفِضُ ملامحي عن وجه العتمة
لتسقط ملامحي عن ملامحي
فلا تتحسّس أنامل الضّوء تفاصيل ملامحي؛
فيعرفني !!
أن يعرفك الضّوء في العتمة
يعني أنّكَ
قد تصير أبجديّة للمجازات،
قد تصير مَنْطِقا للعاصفة
و قد تصير لغة لعُرْيِكَ في القصيدة: يا أنتَ/ يا أنا.
العتمة سوق نخاسة يا أنت/ يا أنا
وملامحي عارية بعد أن مزّقوا عنها ترف القصيدة
فبانت جروحها
أمّا هذا الضّوء فمملوك غاشم استولى على العرش
وكلابه جائعة
ولا غيري، هنا، ليستبيح الضّوء صمته
ويُطعِمَهُ لنباح الضّجيج…
عادة، لا شيء في العتمة.. يا أنتَ/ يا أنا
وكلّ شيء.. يكون في الضّوء.. يا أنتَ/ يا أنا!
لكنّ ملامحك، في العتمة، كما اللّاشيء
أمّا في الضّوء،
فملامحُكَ كملامِحِكَ كما لغة منفيّة في الصّمت!
الآن، نصف ملامحكَ في الضّوء
ونصفها الآخر في العتمة
وأنتَ يا “أنا”
كمشهد سورياليّ يلفّه الغبشْ،
كصرخة بلا حنجرة تنفذ منها
وكغابة أشجارها تنبُتُ إلى تحت
وتحتُ.. لا شيء هناك إلّا وهم سماء!
الآن،
نصفًكَ الذي في الضّوء
يقيم قدّاسه السّرّي في نصفك الذي في العتمة
بينما نصفُكَ الذي في العتمة
يتحسّس نصفك الذي في الضّوء
ويقتَرِفُ خطيئة التّعرّي في مشهد الضّوء…

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *