رغم كل ما تبذله الحكومة من جهود وأموال في تطوير وتجديد وتوفير المستلزمات الطبية في المستشفيات العامة إلا أنها لم تسع لتطوير وتعديل أخلاق الكوادر الطبية في المستشفى العام حتى ترتقي إلى أخلاق نفس هذه الكوادر في المستشفى الخاص، بالإضافة إلى عدم وجود خطة طوارئ في حال استنفذت كل الأسرة في ردهة الطوارئ بمكان فوري آخر ميداني يبنى على الفور في حديقة المستشفى لاستيعاب الحالات التي لا تجد لها مكانا في الردهة الأصلية كخيمة طبية سريعة التنصيب مزودة بكافة المستلزمات الطبية والحياتية تستوعب الزيادة المحتملة من حالات الطوارئ.
إن كتابتي لهذا المقال بسبب مرور ابنتي ذات العام والنصف من العمر بوعكة صحية استلزمت دخولها إلى مستشفى حكومي بعد رفض أحد المستشفيات الأهلية استقبالها كون حالتها حسب تعبيرهم من اختصاص الحكومي لأسباب نجهلها.
تم استقبال الحالة في أحد مستشفيات بغداد الحكومية في مدينة الطب وإحالتها إلى طوارئ الأطفال يوم الجمعة والمفاجئة كانت هي امتلأ الردهة بأكملها بأكثر من استيعابها بحيث كل سرير تشغله أربع حالات لأطفال مع أمهاتهم في حالة مرعبة تشبه سجن التفسيرات بين صراخ الأطفال وأنين الأمهات والصراع على أماكن الجلوس والصراع على الأسبقية في تلقي العلاج أو الفوز باهتمام الكادر الطبي غير القادر على استيعاب الأعداد التي يعالجها.
بعد تلقي ابنتي جزء من العلاج وهي في حضن أمها على كرسي في الردهة وبعد منعنا من الإطلالة عليها بسبب ازدحام ردهة الطوارئ قررت الهروب بابنتي إلى مستشفى أهلي في منطقتي حيث استقبلها في صالة طوارئه وخصص لها سريرها الخاص لها ولامها وكرسي خاص لي أتابع إجراءات الكادر الطبي الذي يقدم لها العلاج دون ضغوط ولا منية ولا عصبية ولا حراس يطلب منك مغادرة الصالة بحجة إرباك عمل الطبيب.
لذلك ابعث رسالة في مقالي هذا إلى وزارة الصحة عليها أن تدرب كوادرها على الأخلاق وتعلمهم كيفية التعامل مع المرضى فقيرهم وغنيهم ولا يستهينون بأحد وأن من يراجع المستشفى العام ليس شرط أن يكون فقيرا أو دون سلطة أو لا يملك مكانة مجتمعية حتى يستقوا عليه فهناك حالات لا يستقبلها الطب الخاص لأنها تحتاج إلى موافقات أمنية تجبر الناس على أن تتوجه إلى المستشفيات الحكومية العامة بسبب بعض الإجراءات القانونية.
كذلك رسالة أخرى بتوفير سرادق طبية مجهزة بكافة المستلزمات الطبية الخاصة بالطوارئ سريعة التنصيب في حال تواجد حالات مرضية فوق طاقة صالة طوارئها لأن الحالة النفسية وراحة المريض هي ثلاثة أرباع الشفاء.
ضياء أبو معارج الدراجي