قال تعالى ” وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ” .
نشر أحد الاخوة المقيمين في اليابان على تويتر مقاطع فيديوية اكثر من رائعة عن خطبة الجمعة الماضية في احد المساجد الكبيرة في العاصمة طوكيو وكانت بأربع لغات عالمية ..!!
حيث اتم الخطيب خطبته القصيرة كاملة باللغة العربية
ولا ، ومن ثم أعادها بالتركية ، ثم ثلث باليابانية ، ثم ربع بالانجليزية …لتفهم جميع الجاليات التي تحضر الجمعة ما يقول وما يعظ وهي ولاشك خطوة جميلة ولافتة تستحق كل الاحترام والثناء والتقدير …جميل جدا ان يتحدث الخطيب ويجيد اكثر من لغة عالمية حية ..رائع أن يعظ الخطيب المفوه بأكثر من “لسان قوم” ليفهموا ما يقول .
وبرغم أن الخطوة لافتة وجميلة ورائعة ولاشك في ذلك الا انني اقترح على الخطباء هناك ولاسيما أن الخطبة في كوكب اليابان حيث التكنولوجيا الحديثة على أعلى مستوى في العالم ، وللحيلولة من دون اختزال الخطبة كثيرا بما قد يخل بمضمونها ، أو يفقدها رسالتها أملا بكسب الوقت لتكرارها مجددا بعدة لغات ، ولكي لايمل المتابع منها برغم قصرها أثناء اعادتها بغير لغته الأم ثلاث مرات متتالية ، ان يتم اقتباس ما قد تم استحداثه قبل اعوام في الحرم المكي الشريف حين وزعت سماعات على جانب من الحضور في التوسعات ومصليات النساء ليتم ترجمة الخطبة لهم فوريا من العربية الى الإنجليزية ، والفرنسية، والمالاوية، والأوردية.
المقترح الثاني هو ان تكون هناك شاشة كبيرة تظهر فيها ترجمة فورية على شكل شريط متحرك كما في ترجمة الافلام السينمائية وبثلاث لغات واحدة فوق الاخرى فيما يلقي الخطيب خطبته باللغة الرابعة .
الاهم من ذلك كله هو الدعوة الى اطلاق مشروع ” بلسان قومه ” وتأسيس رابطة ” الدعاة المترجمون ” وبطريقة مزدوجة ، اما ان يتفرغ الداعية وبعد اجادته وإجازته في علوم الالة والغاية لتعلم لغة او اكثر من اللغات العالمية الحية ليدعو من يتحدث بها بلسانهم ..او أن يتفرغ من يجيد لغة او اكثر من خريجي كليات اللغات والمترجمين المحترفين لدراسة العلوم الشرعية ليدعو باللغات التي يجيدها …
وانوه الى أن نصف شعوب الكرة الارضية ان لم يكن أكثر لاتعلم شيئا عن الاسلام قط والسبب الرئيس هو ” غياب الدعوة باللغات العالمية الحية وقصورها في ذلك على مستوى التأليف والنشر والترجمة والوعظ والارشاد ” على أن – وهذه نقطة في غاية الأهمية – لا ننقل لهم من خلال تلكم الترجمات خلافاتنا وجدالاتنا واختلافاتنا وصراعاتنا وطائفياتنا لأن المشروع الكبير وفي هذه الحالة سيطيش ، ويشط بعيدا عن جادة الصواب ، ويفشل فشلا ذريعا ، وسيكون وبالا ونقمة ،بدلا من ان يكون عطاءا ونعمة …!
واشير كذلك الى ،أن ” لغة الاشارة “هي لغة ولسان شريحة الصم والبكم ولابد من تعلمها لدعوة ملايين من هذه الفئة الطيبة بالمشاهدة ، ولايختلف الحال مع ” لغة برايل ” وهي ابجدية المكفوفين للقراءة في كتاب بين دفتين .
نعم هذا هو زمن اللغات الحية ، والمترجمين الجادين الرساليين بحق بوجود التقنيات والمنصات ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة التي تمكنك من الوصول الى الصين بكبسة زر وقبل أن يرتد للمتلقي طرفه ، وقبل أن يقوم من مقامه ، وفي أجزاء من الثانية ، وبلحظات معدودة ، لدعوة البشرية كلها على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة الى الدين الحق ومن غير إفراط ولا تفريط .