“الفنان أن لم يكن انسان لم يكن فنان ناجحاً”

“أغلب الساسة الان بعيدين عن الفن الا ماندر”

حاوره فلاح الكلابي

يُعتبر نقيب الفنانين في النجف الفنان ناظم زاهي من أبرز الفنانين حيث يتميز بأسلوبه الفني الكوميدي وقدرته على التعبير والتجسيد المذهل في اعماله ويعكس فنه تراث العراق وثقافته بشكل مبتكر
حوارنا مع الفنان ناظم زاهي سيكشف لنا تفاصيل عن رحلته الفنية ومصادر الهامه ورؤيته عن الفن وسنتعرف على تأثير الثقافة العراقية وتاريخها على فنه
وكيف يسعى لتعزيز الوعي الاجتماعي من خلال اعماله وسنمر على التحديات التي واجهها في مسيرته الفنية وكيف تعامل معها بالاضافة إلى خططه المستقبلية وتتطلعاته

حدثنا عن ناظم زاهي كإنسان؟

ج:: أن لم تكن إنسان مؤثراً في البيئة المجتمعية المحيطة بك لم تكن فنان ناجحاً لأن الفنان هو المرأة العاكسة لما يصبو اليه المجتمع بأدواته سواء في التلفزيون او المسرح او السينما ويجب نقل حاجيات وطلبات مجتمعه عبر أدوات عمله الى الجهات المعنية المسؤولة ونشر الحب والتعايش السلمي في المجتمع عبر وسائله سواء المرئية او المقروءه او المسموعة
اذن بما إني جسدت هذه الاشياء وانصهاري في المجتمع فنياً اذن انا إنسان

 

هل قدم الفن العراقي معالجات اجتماعية كانت بحاجة الى تسليط الضوء عليها ؟

ج:: قدمت عدة اعمال فنية سواء على شكل مسرحيات كـ مسرحية جيران وحبايب و الوجع
ومسرحية الرمح وجار العمر ومسرحية عالم ست حميدة ومسلسل حيرة ، مسلسل بنات صالح ومسلسل خان الذهب اخذت حيزاً كبيراً من متابعة الجمهور لأنها ابتعدت عن السياسة نستشرف من ذلك أن المجتمع بحاجة الى اعمال اجتماعية تلامس مشاكل الحياة، بعيدة عن السياسة والتدجين التي تطرحها بعض القنوات..وخير دليل اكثر المسلسلات الاجتماعية بقيت في ذهن وذاكرة الجمهور مثل اعماق الرغبة وفتاة في العشرين وغيرها.

 

لنفترض أن الإنسان ليس لديه بيئة (وهو مجرد فرضية)، فما الذي يمكن أن تقدمه بيئة الفنان؟

ج:: كما أسلفت أن الفنان أن لم يكن إنسان لم يكن فنان ناجحاً
اذن الفنان يجب أن يقاوم ويعرقل الاشياء السيئة الغير مقبولة اجتماعياً لذلك يجب ان يعرف متى و اين و لماذا حتى يحدد مايريده المجتمع او ما تريده البيئة من الفنان لكي يكون فناناً مؤثراً ومقبولا في المجتمع

 

كيف تعتقد أن الشخص يصبح فنانًا؟

ج:: اولا أن الفن موهبة فطرية أوجدها المحيط او العائلة عندما يريد الشخص أن يكون فناناً ناجحاً اضافة الى موهبته يجب أن يكون ذو معرفة بكل الأمور الحياتية المحيطة به سواء في المجتمع او توضيف موهبته دراسياً لكي تنظم موهبته بالشكل الصحيح ويكون ذو حركة مع المجتمع بكل الظروف ويكون صادقاً مؤمناً بما يعمل لكي يكون فنان ناجحاً…

 

مع تصاعد التعصب الأيديولوجي، ما هو مستقبل الفن في العراق؟

ج:: للأسف الشديد اغلب الفنانين انحدروا مع التيار المؤدلج بتأثير القنوات او المؤسسات التى تحرك الفنان حسب ماتراه مناسباً لمصلحته يجب على الفنان أن يكون مستقلاً مستقراً بأختياراته و بسبب ضعف الحراك الفني وقلة الاعمال يلجأ الفنان للعمل من اجل ان يعيش واقول ان بقي الوضع السياسي كما هو عليه الان فمستقبل الفن في العراق في مهب الريح وللاسف.

 

هل خلد الفن العراقي رموزه وحصل على التكريم الاجتماعي والسياسي الذي يستحقه؟

ج:: هناك حالات خجوله اجتماعياً لمكانة الفنان وتقديره ، وكذلك حكومياً لأن أغلب الساسة الان بعيدون عن الفن الا ماندر

 

ما هي الأشياء التي تلهمك وتحفزك على الابتكار وتجديد أعمالك الفنية؟

ج:: عندما يكون هناك نص جيد وانتاج جيد ومخرج وكادر فني جيدا هي السبب الرئيسي في إنجاح وإبتكار و تألق الفنان في عمله..

 

كيف ترى علاقة الفن بالحقيقة والخيال؟ هل يمكن للفن أن يكون حقيقيًا في عالم مليء بالخيال؟

ج:: ممكن ان يلعب الفنان دوراً خيالياً ينعكس بأسقاطه الحقيقة و الكثير من الأعمال من صنع خيال الفنان سواء الكاتب او المخرج ترى وجودها في الحقيقة احياناً اعمال خيالية لكنها رمزيه يعرف المتلقي الاسقاط الفني سواء سياسياً اواجتماعياً و الفنان يجب أن يكون صادقاً و مؤمناً بعمله كي تصل المعلومة سواء كانت حقيقية او مقنعة لتصل الى المتلقي والكثير من الأعمال الخيالية اضحت حقيقة في ما بعد.

 

هل تعتبر الجوانب الاجتماعية والسياسية جزءً من السرد الفني الخاص بك وهل تحاول تسليط الضوء على قضايا معينة من خلال فنك؟

ج: ابتعاد الفنان عن مجتمعه في تجسيده لدوره الفني سيضعه في خانة العزلة وعزوف الجمهور عن اعماله بما أن الفنان مرأة المجتمع اذن يجب يكون قريب منه هموم الناس ،حتى في الاعمال السياسية.

 

هل تعتبر أن الفن له دور في تعزيز الهوية الوطنية ؟

 

ج:: الفنان له دور مؤثر جدا والدليل عندما عرضت مسرحية باب الفتوح في مصر خرجت الجماهير بمظاهرات كبيرى لولا تدخل السلطة في اخمادها لسببت انزعاج للسلطة و خطراً على الحكومة آنذاك لأن الشارع بدأ يتحرك وهذا بسبب المصداقية في عمل الفنان للجمهور و يجب على الفنان ان يكون وفياً مخلصاً لوطنه و يعبر عن انتماءه وهويته الوطنية الحقيقية.

 

كيف ترى علاقة الفن بالجمال ؟ هل يمكن أن يكون الفن جميلاً دون أن يكون جميلًا في الشكل والمضمون؟

ج::الجمال لوحده لايمكن ان يصنع الفن ولكن الفن ممكن ان يصنع الجمال اي الفنان يعبر ما ترسمه مخيلته في الخيال من جمال حتى يقوم بتجسيده في الحقيقة مثلاً الفنان المسرحي ممكن أن يصنع خلال حواره جمالاً مؤثراً على ذهنية او سماع المتلقي مثل الفنان المغني اذا لم يؤثر في المتلقي عند جمال الكلمة او الحوار لم يكن جميلا كالفنان التشكيلي اذا لم يرسم لوحة تجذب المشاهد اذن لايوجد فيها جمال بينما ترى مجموعة من الزائرين يقفون امام لوحة واحدة و يبدأ التفاعل في ما بينهم اذن لابد ان يكون هناك جمال في اللوحة بحيث تكون مؤثراً وكذلك الفنان الاستعراضي اذا لم يصنع لوح جميلا ممكن ان يفشل اذن الجمال له دور اساسي في نجاح الفنان من هذا نستخلص ان الجمال عنصر اساسي في الحياة او في الفن بكل ضروبه كالسينما والمسرح والرسم

 

ما هي الأعمال البارزة التي تعتبرها ذروة مسيرتك الفنية حتى الآن؟ كيف ترى تطور الساحة الفنية في العراق وما هي التحديات التي تواجهها؟

ج:: من الاعمال المهمة في حياتي على صعيد المسرح مسرحية ناس وناس للفرقة القومية عرضت في المسرح الوطني وحصلت على جائزة افضل ممثل فيها عام 1985 وكذلك مسرحية كيف تصبح مليونير والتي عرضت في مسرح الخيمة عام 1992 والاثنان من اخراج الفنان فخري العقيدي وكذلك مسرحية السوق في مسرح النجاح اخراج محسن تلعلي ومسرحية حافي ومتعافي في مسرحية دار السلام ومسرحية عالم ست حمديه والتي عرضت في مسرح الاحتفالات ومسرحية جار العمر في مسرح مكي عواد و غيرها اما في التلفزيون شخصية جبار في مسلسل طريق نعيمه وشخصية رشك في مسلسل فدعه
الفن في العراق يسير بطيئا ، بسبب جهل دور الفن في تطور الشعوب ، وهناك تحديات تواجه الحركة الفنية في العراق ، منها ضعف الانتاج وقلة الدعم الحكومي والاعتماد على الشللية والواسطات والعلاقات على حساب الجودة في العمل الفني.

 

ما هو اخر عمل لك ، و هل لديك اعمال قادمة؟

ج:: اخر عمل لي هو مسلسل بنات صالح والذي عرض في قناة mbc عراق
عمل قادم مع منتج عربي سعودي قيد التفاوض….

 

هل لديك رسالة تود إيصالها إلى الشباب الطموح الذي يرغب في دخول مجال الفن والتمثيل؟

ج:: اخذ النصيحة والعمل بها
عدم الغرور وعدم الاستهانة بأي عمل
والمتابعة ومشاهدة العروض المحلية والعربية والدراسة لان الموهبة وحدها لاتكفي اذن لديك الموهبة ولكن تحتاج من يحركه هذه الموهبة بشكلها عليك بالدراسة لتطوير المهارة.

كلمة أخيرة؟

ج: أتمنى أن تقوم الدولة او المؤسسة المعنية بالثقافة بدعم الفن والفنان ودعم شركات الانتاج مثل شركة بابل والتي لها باع طويل في انتاج الاعمال الفنية الرصينة وكذلك شركة عشتار والحضر وسميراميس وغيرها
وابتعاد المنتجين عن الاعمال والافكار المستهلكة والابتعاد عن السياسة والدم والحروب والعمل على القصص الواقعية و الاجتماعية مثل خان الذهب بنات صالح وغيرها..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *