تصاعدت وتيرة الحرب الكلامية التي اعقبت خطاب نصرالله بين مدافع مفسر لايجابيات الخطاب وآخر مُحَبِط مقلل ومضعف لأهمية الخطاب وانا برأيي المحايد في هذه المرة حصراً لانحيازي الدائم لمحور المقاومة اقول ان خطاب السيد نصرالله فيه محتوى كبير جداً من علم المنطق واللغة الحقيقية لخطاب الحرب وفيه كلام دقيق جدا له صلة كبيرة جدا بقواعد الاشتباك وواقعية لا يمكن لعامة الجمهور ان يفقهها لان الحرب ليست لعبة الكترونية وانما صراع طاحن لبشر يحرم من الحياة ولا يحق لكائن من يكون ان يسلب اي انسان من حياته بجرة قلم.. الخطاب تحدث في مضمونه عن حرب طويلة الأمد لا يعمل اصحابها وفق المزاجيات ولا اراء الجمهور غير المختص بالشأن العسكري، كما ان اطرافها يعلمون جيداً ماذا يستلزم مثلاً للنصر بالحرب من جهته فإسرائيل مثلاً من مصلحتها تحقيق ضربة سريعة تزيل عدوها من الوجود، اما الخصم وهو حماس ومن خلفه محور المقاومة ونصرالله وغيرهم فهم يعملون باسلوب الحرب طويلة الامد التي تنهك العدو وتتسبب بانهياره بشكل تدريجي ونفسي معتمدين على ضعف جمهور العدو الذين تعودوا على الامان والسكينة وكيف ستتحول حياتهم الى خوف وتهديد والذي سيجعلهم يغادرون فلسطين المحتلة وتبقى دولة اسرائيل دولة اشباح بعد ان تصبح غير قابلة للعيش.. ان ما اراد قوله نصرالله هو انه يستعمل سياسة النفس الطويل الذي عوده عليه الايرانيين المعروفين بهذه السياسة العسكرية والدبلوماسية فهم يستنزفون عدوهم الى ابعد الحدود حتى النفسية منها.. الاهم في خطاب نصرالله والذي لم يذكره المكرهون من ناقديه انه كان شديد المحافظة على قواعد الاشتباك وتلك طريقة عقائدية يستمد اخلاقياتها من الارث الاسلامي الذي ينهى عن القتل بوحشية حرمةً لدماء البشر لانه لو ذهب باتجاه الحرب وفق ما يريده الاكشنيون فسوف يموت من البشر من طرفي الصراع ما لا يتصوره عاقل وقطعاً ان نصرالله لا يبتغي قتل اطفال ونساء الصهاينة بنفس المقدار الذي يخشاه على اطفال ونساء المسلمين وهذه نقطة لم تخطر على بال احد وحفاظه على قواعد الاشتباك هو خلق اسلامي اهم من كونه مصلحة عسكرية، فلو أنه ذهب باتجاه التصعيد فقطعا سيجعل ذلك العدو في حلٍ من امره في الايغال في القتل والذي سيدفع طبعا المحور للرد المقابل فجعل نصرالله دين واخلاقه وقوته في ميزان الله وصار يتحدث بميزان الذهب والكلام قطعاً مسؤولية اكثر من المدافع والصواريخ.. هذا ما اراد ان يقوله نصرالله..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *