إسرائيلية كانت مستعبدة مع قومها تحت حكم أحد الجبابرة، كانت تعذب وتضرب بالسياط، وكان طفلها الصغير معها تحمله وهي تعمل بالسخرة، وكانت تبكي وطفلها يئن من الجوع والوجع، وكانت تنظر الى السماء وتنادي الرب: هل أنت نائم؟ وظلت تئن وتعمل وتتوجع وتتحمل لسع السياط على جسدها الناحل، ومضت السنين وإذا بها على شاطيء البحر تغسل الثياب وإذا بيد تمتد من تحت الموج وتقترب منها فتذعر منها وتشهق رعبا وتظهر جثة ثم نداء من السماء وجواب عظيم: لست بنائم، وتمعنت في تلك الجثة وفي ذلك الوجه الشاحب وإذا به ذلك الحاكم الجبار الذي كان يسوم بني إسرائيل الويلات والعذاب والإهانة والتنكيل ويقتل أطفالهم ويستحيي نساءهم، فقصة الله مع اليهود تعد من أطول الروايات الكونية مازلت أقرأ فيها ولم أنته منها ولاأظنني سأنتهي إلا إذا أمر الرب العظيم الذي إبتلى هذا الكوكب بشرار خلقه وهم اليهود الذين يحاجج البعض أنهم بشر مثلنا طيبون محترمون قديرون يستحقون المحبة والسلام وإن من يقوم بأفعال الشرور ويتآمر على هذا العالم هم الصهاينة ولكن القرآن الذي تحدث عنهم مطولا وفي سور وآيات عدة لم يذكر مسمى الصهيونية بل تحدث عن شرور بني إسرائيل وطغيانهم وتجبرهم على الناس وتحديهم لإرادة الرب ووحشيتهم الكاملة وتعديهم على البشرية جمعاء وحذر منهم حين قال: ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود.. وقد يحتج البعض بوجود يهود طيبين يرفضون أفعال قومهم وتعصبهم ويعترفون بزيف دعواهم في الحق التاريخي لهم في فلسطين.. وماالمانع في وجود خيرين في كل مكان وزمان وضمن أي أمة وأي تجمع بشري غير إنهم ليسوا بذي قيمة ولاأثر لأن الغالب على قومهم الطغيان والتجبر والظلم والتآمر وعدم الإعتراف بحقوق بقية البشر وكم من أمة هلكت وفيها أخيار ونساك وعباد.
فلسطينية تودع أبناءها الشهداء بقصف الدبابات والطائرات الصهيونية ولم تقل للرب: هل أنت نائم إنما تقول: حسبي الله ونعم الوكيل اللهم إجمعني بهم في الفردوس الأعلى، طفلة تودع أخاها الصغير الذي تقطعت أوصاله : مع السلامة ياأخوي مع السلامة ياحبيبي مع السلامة يانور عيوني. وطفل محاصر بين أنقاض المنزل الذي تهاوى ولايبدو منه سوى رأسه الجميل ووجهه الأجمل بينما يد تمتد ترشفه الماء من فتحة بين الأحجار والحديد وتضع الماء في غطاء قنينة الماء الزرقاء فيرشف القليل منه، فلسطيني يحمل حفيدته بين يديه وقد فارقت الحياة وهو يناديها ياروح الروح، وفلسطيني وفلسطيني وفلسطيني وفلسطينية وفلسطينية وفلسطينية وووووو. والعالم صامت كله صامت والعالم متواطيء كله متواطيء بالصمت بالعجز بالإنكسار ، أو بالحقد والتضامن مع اليهود والرغبة في الإنتقام، بينما نداء يرتفع: متى تنتهي قصة الرب مع اليهود فقد مضت آلاف من السنين وهم محور الشرور ومنبته ومصدره وهم يتآمرون ويخربون ويفسدون وينشرون شرورهم ومكائدهم في أنحاء الكوكب، لم يفضل الله قوما عليهم لافي حكم ولافي طعام ولافي شراب وإبتلاهم مثلما إبتلى غيرهم وأعطاهم مالم يعط لغيرهم لكنهم قابلوا إحسانه باللؤم والتجبر والطغيان والمعاصي والتعدي على الغير فجعلوا لهم إلها خاصا بهم وعالما يتحكمون به وكتابا زائفا يتبجحون بمافيه من كذب وإدعاء. يقتحمون عليك بيتك وحين تقاوم تتحول الى إرهابي والعالم كله يؤيدهم في حربهم عليك وتدميرهم لوجودك وحياتك ونفيك وعدم الإعتراف بك بل وبرغم كل هذا الغرور والوحشية يتجمع كل الباطل من حولهم ويسايرهم ويبعث لهم بالمال والسلاح وكل آلات الحرب البغيضة ليستمروا في القتل والتدمير.
أنا متيقن إن الله ليس بنائم، ولكنه صبور على عباده، وسيضربهم ضرب عزيز منتقم في لحظة فارقة كما فعل بالظالمين من قبلهم في مواضع شتى من الأرض، وجعلهم عبرة وحكاية وعضة وأمثولة..