كان فجراً بارداً حين التقيت على الشارع العام قرب محل سكني وانا ذاهب كعادتي اليومية إلى دوامي قبل يومين رجلين من عمال النظافة وهما يتحاوران ويحاول الشاب الأصغر عمراً أن يهيأ لعمله سعفة النخيل التي صارت في أيامنا هذه عنواناً لأداة التنظيف في شوارعنا بينما يقف الآخر وهو في منتصف العمر ليزيد خبرة صاحبه في تهيأة وتحضير السعفة التي في يديه ويوجهه لكي يباشرا في عملهما….لم أشأ أن أقطع تحاورهما وأنا اقترب منهما لأقطع الشارع العام لأعبره إلى الجهة الأخرى ؛ هنا تذكرت نفس الموقف وأنا في الشارع العام مقابل جامع أم الطبول في منتصف السبعينيات حين كنت طالباً أدرس في الجامعة وأنا أنتظر حافلة نقل الركاب ، كانت آلية تنظيف الشارع العام حديثة الصنع تتحرك بإسلوب غاية في الروعة وهي تنظف مجاري المياه والأرصفة وترش المياه من جهة الرصيف لتغسل مقترباته فيبدو وكأن الشارع قد ولد حديثاً ، لم يكن عامل التنظيف بحاجة إلى فرشاة أو سعفة أو ماشابه ليؤدي عمله لا بل ولايحتاج سائق الآلية تلك سوى لمساعد واحد يراقب أداء اليته …

لم تكن إمكانيات دوائر البلدية في حينه بأفضل من ما هي عليه الآن من الناحية المالية والكفاءة ولكن الفرق كما يبدو في الأنسان وحسب..

انا اتسائل فقط،هل لنا عودة إلى ذلك الأنسان وتلك الأيام …أقول هل وهل ؟!!وغيرنا لا يريد أن ينظر إلى ماضيه لأن حاضره أفضل ولأن مستقبله بالتاكيد الأفضل.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *