ينشغل السياسيون في العراق منذ 2003 ولحد الان، بالصراعات، فيما بينهم، وضد بعضهم بعضا، بما يكشف ان كل الطبقة السياسية وبلا استثناء فاشلة، تترصد ببعضها بعضا، بطريقة مريعة، تعبر عن سوء هذا المشهد الذي جعلنا نتفرج ونتالم عليه كشعب طيلة 19 عاما.
فكل الخدمات في ظل سياستهم الفاشلة غائبة، وأهمها تحسين الوضع الاقتصادي، وحل مشكلة البطالة، وترميم الروح المعنوية للعراقيين، واستعادة الثقة بين الناس، والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى أخطار دول الجوار والدول الخارجية وتدخلاتها بشؤون البلاد وبالقرار السياسي، وغير ذلك من ازمات تبدأ بملف المياه والكهرباء، وتمر بالصحة والتعليم، وتنتهي بكل شيء.
وعلى ضوء ذك يجد السياسيون وقتا للصراع والتناطح و للتنابز بالالقاب، والطعن في الظهر، وتبادل الاتهامات، فيما بينهم، والادهى والأمر، ان كل واحد منهم يريد ذات الهدف، اي تبرئة تجربته من الفشل المستمر، وتحميل وزر الوضع الحالي للآخرين بزعم الجميع مشاركون بالحكومات المتعاقبة، وهذه ظاهرة بتنا نراها اليوم و خلال السنوات الماضية، فقبل كل انتخابات تراهم سمن على عسل متصافين وفي غاية الانسجام وبعد اعلان نتائج الانتخابات حتى نراهم السم في الدسم  فنجد ازدياد الخصومة وكيل الاتهامات بعضهم للبعض الاخر. وربما لم تستثن احدا من السياسيين، فالكل يعبر عن صراعاته الصغيرة بطريقته المكشوفة.
هذا الوضع تسبب ايضا، بتواري سياسيين تصدروا المشهد السياسي عن الانظار، فقد قرروا الابتعاد وترك هذه المناطحة لمن يريدها، لأنهم يعلمون انها غير منتجة، ومحرقة شخصية، فوق انها تجتذب ردود فعل سيئة من العراقيين الذين يتهمون اليوم كل سياسي حالي، او سابق، ويسألوه عن تجربته وماذا فعل هو ايضا وماذا قدم خلال وجوده بالسلطة ،
قائد المرحلة
ازمة السياسيين في العراق اليوم، تكمن في الاساس، ان كل واحد منهم يريد ان يكون قائد المرحلة، وإلا فالعراق سيبقى خربة، على كل المستويات. كما تتجلى ازمتهم في كونهم كانوا يشتكون سابقا من غيابهم عن مراكز القرار، بعد خروجهم، من المشاركة بالحكومة وعدم حصولهم على وزارات اومناصب في اجهزة الدولة.
لكن الذي حصل كان أسوأ، حيث اختبأ جزء منهم وفضل الابتعاد عن مواجهة الشعب، وقام جزء آخر بمواصلة اللعبة ذاتها، اي البحث عن شعبية، ومحاولة التحلي بجرأة زائفة، في وقت كان الشعب قد وصل الى راي يقول ان كل هذه الطبقة السياسية مسؤولة عما نحن فيه، ولا نستثني منهم احدا وفقا لتعبيراتهم
ولو عدنا الى ارشيف التصريحات التي ادلى بها سياسيون سابقون وحاليون.
ووزراء سابقون ونواب، وغيرهم، في برامج تلفزيونية، او ندوات، او حوارات، ، لوجدنا فيضا من هذه التصريحات، الطنانة والرنانة والوعود الكاذبة  . واذا حللنا الصورة الاجمالية، وصدقنا تماما ما يقولون فإن الخلاصة تقول ان من يحكم العراق طيلة 19 عاما عجافا هم الاشباح، وليسوا هؤلاء الساسة الذين اعترفقوا بفشلهم امام الناس.
وكأننا امام فاعل مبني للمجهول في هذه الديار، التي أكلنا وجهها بسوء افعالنا، وتدبيرنا، ومصالحنا الصغيرة. هؤلاء الساسة يرتكبون الاخطاء ويثيرون الازمات ويفجرون الخصومة ويتسببون بقتل شعب كيف ينامون الليل؟!! وكيف يتناولون طعامهم والفقراء والمعوزين يعتاشون على مكبات النفايات والصورة تترامى امام اعينهم؟!
وكيف تهنئا نفوسهم وهم يسمعون صيحات الفقراء والايتام  والارامل والمهجرين والمهاجرين والعاطلين عن العمل وكانوا السبب بكل ذلك وفرقوا بين العائلات والاسر وتقسيم المجتمع الى كانتونات اثنية وطائفية وقومية؟ والتشبّث بالأوضاع القائمة، والسماح بممارسة الفســــاد السياسي والإداري والتعدّي علــــى الأموال العامة، وحقوق المواطنين المتعددة؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *