الخداع الاستراتيجي، مجموعة من الإجراءات التي يتخذها طرف من الأطراف، يخطط لعمليات استراتيجية، الهدف من هذه الإجراءات، صرف أنظار العدو لجهة أخرى بعيدة عن الهدف الحقيقي. وإذا كانت الإجراءات محكمة، متقنة، قد تنجح بإيهام العدو، وتساعد بتحقيق المباغتة وبالتالي ستكون جزء من النصر .ومن أشهر عمليات الخداع الاستراتيجية، تلك التي قام بها السلطات النازية الهتلرية، حين جلبوا مجموعة من الجنود البولونيين، وألبسوهم ثياب عسكرية ألمانية، وزجوهم (بعلم وقيادة الاستخبارات الألمانية) بمعركة احتلال محطة إذاعة موجهة على الحدود مع بولونيا، ثم قاموا باعتقالهم(أسرهم) وأدعى الجانب الهتلري أن العملية أدارتها الاستخبارات العسكرية البولونية، وعرضوا الاسرى البولونيين للصحافة واتخذتها كذريعة لشن الهجوم في 1 / أيلول / 1939. وفي حرب تشرين/ أكتوبر / 1973 اتخذت القيادة العسكرية الموحدة : السورية والمصرية مجموعة من الإجراءات لإيهام العدو وخداعه، إذ أعلن الحكومة السورية أن الرئيس الأسد سيقوم بزيارة رسمية لبلغاريا، والإجازات للضباط والجنود منحت كالعادة، وامتلأت شوارع دمشق العاصمة بعناصر ترتدي الزي العسكري في المطاعم والمقاهي والشوارع، وقامت الاستخبارات العسكرية المصرية بمجموعة إجراءات خدعة، منها أن منحت القيادة العامة للقوات المسلحة أعداد كبيرة من الجنود اجازة السفر لأداء الحج، ونزل الجنود المصريين لقناة السويس لممارسة السباحة، وأعداد أخرى تصيد السمك في القناة، وإجراءت أخرى أكثر أهمية أبقتها القيادة المصرية طي الكتمان.الآن تتفق الإجراءات الأمريكية والإيرانية والإسرائيلية على مجموعة إجراءات خداع، البعض منها ساذج ومفضوح، ولكن بعضها أكثر قوة وتأثير، قد لا تعبر على العقلاء والمتابعين، ولكن بوجود جمهور يعتمد على احكام الهوى والعاطفة قد تفوت على الكثيرين أنها مجرد إيهام (Camouflage) وخداع (bluff).
احكام الهوى
التحالف الثلاثي فيما يخص العراق على الأقل متين ودقيق. ومن أفضح وأسخف تلك الشعارات : الشيطان الأكبر، والموت لأمريكا .. والممانعة وفيلق تحرير فلسطين، والهجوم الصاروخي على فلسطين المحتلة هجوم لم يقتل ذبابة، بالصواريخ الخلبية(لها صوت مدو … فقط)، ومن يصدقهم من السذج نقول قريبا سيكون العراق كفلسطين، إذ هناك 500 ألف طلب إعادة تجنس ليهود برسم التوقيع، ونقول لأخواننا في حماس، « طالما علاقاتكم حبيبة وغرامية بهذه الدرجة، فتوسطوا لديهم لاخوانكم فلسطينيوا العراق بدلا من تشريدهم في ديار الهند والبرازيل … ولكن اللعنة .. هذه أيضاً من أنواع التحالفات الوهمية …! هذه كجبل الجليد ثلاثة أرباعه غاطس تحت سطح الماء.. والظاهر منه قليل .. قليل لأغراض الغش والتحايل والخداع ….!».رغم أني أعترف أن هناك أحياناً إجراءت تمويه وخداع محكمة (كالإجراءات المصرية التي ما يزال الصهاينة بها حائرون) ، ولكننا نقصد الإجراءات الصفوية الساذجة، أيعقل مئات من الصواريخ لا تجرح عصفوراً … ألا تسمعون وتشاهدون أن قادة الحشد يأخذون علناً رواتباً من الولايات المتحدة .. ألا يعني هذا أنها قد تشكلت بأمرهم، وتعمل تحت توجيههم، فهم لا يخدعون ولا يوهمون أحداً، إنما يضحكون على أنفسهم
يا أخوان العقل زينة …!