اثار نهاية الاسبوع الماضي رئيس الوزراء الهولندي السابق مارك روته ضجة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي في العالم والعراق خاصة عند مغادرته منصبه واستقل دراجة هوائية ليعود الى منزله وهو يرد التحايا لجمهور المودعين بابتسابة مهذبة.
هذا المشاهد اثار انتباه وتساؤلات العراقيين. ودفعهم للمقارنة بين المسؤول العراقي الذي يتشبث في منصبه ويحاول ان يبقى فيه مدى الحياة ولايتركه الا بالقوة ويصف خصومه بالمتامرين والمجرمين وربما تخرج جموع مسلحة من حزبه وعشيرته وحاشيته ومريديه للشوارع احتجاجا لاقالته ولايمانع ان يدخل البلاد في حروب ويخرب الدولة كلها … وكأن المنصب خصص لسيادته فقط وحتى بعد ان يغادر يبقى يحتفظ بامتيازاته وحماياته وقصوره وغطرسته ونفوذه والدليل فلان وعلان وفلانه وعلانه من كان وزيرا او نائبا او في درجة خاصة تراه يتنقل من مكان لاخر وتمدد له الخدمة بعد سن التقاعد او حتى بعد ادانته قضائيات بالاختلاس والتزوير. وحين نقارن مارك الذي يغادر على دراجه هوائية بسيطة ونرصد ما جناه من المنصب قياسا بالمسؤول العراقي سنجد العجب فالحافي عندنا اصبح يقتني احذية من ذهب وسيارات جي كلاس يهديها لمحضياته وبلوكراته وحدث ولا حرج عن مغامراته واولاده وبناته وحتى الاقرباء من الدرج الالف يلعبون بالدولارات بل يتحكمون في مصير الناس وكانهم قطيع من دجاح..
متى يظهر عندنا من يغادر المنصب مثل مارك واحمدي نجاد ونلسن ماندلا بل حتى عبد الكريم قاسم وعارف ومن سبقهم في الزهد الامام علي بن ابي طالب حين تولى الخلافة وصدق حين قال (اتيتكم بجلبابي هذا وثوبي فان خرجت بغيرهن فانا خائن) فكم مسؤول من المكونات كافة سيخرج من منصبه دون ان يخون الامانة ويعبث ويثري من المال العام…؟ من كان مثل مارك ولانقول مثل امير المؤمنين ليكشف عن ذمته الماليه امام الناس..؟