تعود المجتمع العراقي على الأحداث المفاجئة بين كل فترة و أخرى. لذا لربما هناك مخاطر محدقة قد تشكل تهديدًا له وللمنطقة، ولكنها تبقى بعيدة عن الأنظار. إذا نظرنا إلى ما قد ينتج عنها سلبيًا بلا توقع، فإنه من الضروري التفكير فيها. إن عددًا كبيرًا من الأطفال تم اختطافهم من قبل تنظيم دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أثناء سيطرته على بعض المناطق في العراق وسوريا، بما في ذلك مدينة سنجار المتاخمة للحدود مع سوريا. هؤلاء الأطفال، بغض النظر عن الفتيات اللواتي أُسرنَ لأغراض الاغتصاب والفواحش، يمثلون جزءًا كبيرًا من الشباب الذين فُقدوا و تسللوا في المنطقة. فماذا حدث لهم بعد أن بلغوا سن الرشد؟ هل يمكن أن يصبحوا إرهابيين أم غير ذلك؟ بعضهم هم أبناء دواعش وأمهات سبايا، وبعضهم اختطف من أديان ومذاهب مختلفة. في هذا الامر حكومة إقليم كوردستان سعت و تسعى جاهدة لاستعادة هؤلاء الأطفال بكافة الوسائل الممكنة، وهي ملتزمة باتخاذ التدابير اللازمة وتنفيذ الجهود حتى اللحظة الأخيرة و استعادت الكثيرين منهم خاصة النساء و كذلك بالنسبة للناجين الذين تمكنوا من الهروب من قبضة داعش، تم و سيتم اختيارهم وفرزهم بالتعاون مع السلطات الكردية، بعد أن تلقوا قبل ذلك تدريبات من قبل منظمة داعش الارهابية على التخريب والقتال واستخدام الأسلحة منذ سن مبكرة. تم تأثير عقولهم بالتعصب والإرهاب حسبما تعمدت داعش في خلق جيل يديم نواياها السيئة في المستقبل، والتحدي الحقيقي هو من سيتولى مسؤولية التعامل معهم في المنطقة، خاصة في ظل الفوضى والفساد المستشرين في العراق وسوريا. هناك سجون ومعتقلات لم تتمكن من تلبية أحتياجاتهم المختلفة خاصة من إيواءٍ ينسجم مع أمور الحياة الاعتيادية، لان التعامل المناسب مع هذهِ الفئة العمرية يتطلب ذلك، لانه بحسب تقارير اعلامية وتغريدات كثيرة من منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بعد أنتهاء ولاية دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام في الاونة الاخيرة حول الوضع المقلق حيال هذه الفئة بأن مصيرهم يشكل خطراً للمنطقة. كما صرحت وقتها إحدى المختصصات بالشؤون السورية بمنظمة ميديكو إنترناشونال (أنيتا ستاروستا) أن» ليس من الواضح ماذا حدث لغالبية هؤلاء القاصرين الذين ارتكبوا جرائم بعد عهد داعش» السجون و المتعقلات تكتض بالمعتقلين تحت رعاية و خدمات رديئة.
لكن المؤمل هو أن بعض المنظمات غير الحكومية وبالذات تلك المعنية بحقوق الإنسان تقوم بدور مهم في رعاية هؤلاء الشباب و تربيتهم وتوجيههم نحو الافضل، بينما تظل السجون في العراق وسوريا مكانًا غير مناسب لإعادة تأهيلهم أو تأمين احتياجاتهم الأساسية. منظمات مثل «جيان jiyan» تسعى لتأمين كرامة الإنسان واحترام حقوقه، وتقدم خدمات علاجية ونفسية للناجين من التعذيب والعنف، مما يؤثر إيجابيًا على حياتهم. من المهم أن نعالج هذه المسائل والمخاطر المحتملة لمنع سوء النتائج المتوقعة التي يحذرون منها المراقبون.