بعد خسارة العراق امام المغرب بثلاثية في أولمبياد باريس شنت حملة ظالمة على المدرب الوطني راضي شنيشل الذي تعرفه الجماهير لاعبا ومدربا خلال عقود خلت .. مع ان الهجمات على الطاقات المحلية ليست جديدة اذ سبق ان شنوا ذات الحملة على : ( عدنان حمد ويحيى علوان وحكيم شاكر وغني شهد .. وغيرهم ) .. وبصورة عجيبة غريبة اذ لم يكتفي المهاجمون بتوجيه النقد الفني واللوم التشجيعي بل تعدى الى اسرة المدرب وخصوصياته بما يشكل خطر على المجتمع والقيم العراقية .
بعد أيام من الهجوم العراقي على العراقي راضي شنيشل خسر المنتخب المصري بقيادة مدربه البرازيلي ميكالي وبسداسية مخجلة امام المغرب أيضا .. لم يسمع ذلك السخط والسباب والشتام ينزل على المدرب البرازيلي الذي لم يسلم من النقد وربما الإساءة .. لكنها في حدود المعقول وتدرج تحت عنوان الشطحات والنشاز ولا تمثل الخطاب الرسمي سيما بعد صدور تصريحات تحمي المدرب واللاعبين من المؤسسات الرسمية والأندية والاعلام .
من ناحية أخرى وفي خطوة تحتاج الى تفسير وإعادة قراءة شهد الموسم الحالي تعاقد عدد من الأندية العراقية مع مدربين وملاكات اجنبي .. تكلف مليارات الدنانير المصروفة من خزينة الدول بعنوان تطوير الأندية .. علما ان هذه الأموال لا تمثل واردات احترافية نتاج عبقرية وصناعة التسويق والاستثمار في الأندية . وهذه الخطوات ستؤدي الى تعطيل عمل الطاقات والمواهب العراقية وما تشكله من خطر على السلم الأهلي والامن الاجتماعي فضلا عن الإحساس بالدونية اتجاه الاخرين الذين ليس افضل منا .
وقد سجلنا بعض الملاحظات :-
1- المدرب الأجنبي ضمنا يعني تعطيل طاقات عراقية خلاقة اثبتت كفاءتها وما يعنيه ذلك من سياسة تهديم الصناعة والزراعة والابداع الوطني لصالح الاجندات الخارجية .
2- المدرب الأجنبي يكلف خزينة الدول أموالا طائلة جدا .. مقارنة بما يحصل عليه المدرب المحلي وما يشكله ذلك من هدر أموال لا مبرر لها .
3- المدرب العراقي دائما يتم تسوية حسابه مع الأندية وفقا لطريقة ( بوس عمك بوس خالك ) وبالتراضي الذي يعني ضمنا تساهل مدربنا مع انديتنا .. فيما يقوم المدرب الأجنبي باستلام حقوقه كافة المحمية بالقانون الدولي بلا نقاش وبلا تأخير .
4- المدرب المحلي اعرف بقدرات لاعبينا ورعايتهم وتفهمهم وإعطاء فرصة اكبر للنشيء الجديد فيما المدرب الأجنبي يعتمد على اللاعب المحترف الجاهز .
5- ثبت من خلال إحصاءات وحسابات رسمية طوال عقود خلت من تاريخ كرتنا ان إنجازات الأندية والمنتخبات العراقية اغلبها تحققت على يد مدربين محليين وليس أجانب . فلم هذا الإصرار العجيب الغريب من قبل البعض على تبني ورعاية المدرب الأجنبي على حساب مدربينا ونجومنا ورموزنا العراقية .. بما يدعوا للقلق والتفكير والتسائل عن الأسباب الخفية التي تقف وراء ذلك ومن المسؤول عنها ومن يتحمل تبعاتها .