النجف | فلاح الكلابي
في خطوةٍ فنية ثقافية متميزة، شهدت مدينة النجف الأشرف عرض مسرحية “أولاد ناس”، التي قدمت على خشبة المسرح بمشاركة مجموعة من شباب المدينة، وذلك برعاية شركة “إعمار الياسر”، وبحضور نقيب الفنانين في النجف، الفنان الرائد ناظم زاهي. وقد كانت المسرحية بمثابة رسالة فنية قوية لمحاربة آفة المخدرات التي تهدد الشباب والمجتمع بشكل عام، محملةً في طياتها تحذيرًا من تداعيات هذه الآفة، إلى جانب دعوة للتمسك بالقيم الإنسانية والمجتمعية.
المسرحية التي كتبها وأخرجها باسم الطيب، تناولت قضية المخدرات من منظور اجتماعي درامي مؤثر، حيث جسدت تأثير هذه الآفة على حياة الشباب والمجتمع، محذرة من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الانزلاق في عالم المخدرات. عرضت المسرحية بشكل واقعي مؤثر تجارب لشخصيات تعيش معاناتها نتيجة الإدمان، فيما كانت الرسالة واضحة بأن التوعية والوقاية هما السبيل الأمثل لمكافحة هذه الظاهرة. قدمت المسرحية أيضًا حلولًا وحوافز للشباب، مشيرة إلى أهمية الإيجابية والتمسك بالقيم المجتمعية، وتوجيه الأجيال القادمة نحو مستقبل أفضل.
شارك في المسرحية كل من نجلاء فهمي، مصطفى داخل، طيبة غسان، وسام ضياء، أحمد شنيشل، دنغز، إبراهيم ووقاص، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب النجفي الذين أبدعوا في تقديم أدوارهم بكل احترافية وصدق، ليعكسوا من خلال أدائهم التفاعل القوي مع القضايا المجتمعية الملحة، وخاصة قضية المخدرات.
في سياق هذه الفعالية، كان للفنان ناظم زاهي دورًا مميزًا في العمل المسرحي، حيث شارك في التمثيل وأدى دورًا بارزًا، ليكون بذلك جزءًا لا يتجزأ من الرسالة التي حاولت المسرحية إيصالها. بصفته فنانًا رائدًا في المجال المسرحي، جسد ناظم زاهي شخصية لها تأثير كبير في محيطه، وعبّر من خلال أدائه المتميز عن عمق القضايا الاجتماعية التي تمس الشباب. لم يكن دوره في المسرحية مجرد أداء تمثيلي فحسب، بل كان له دور محوري في تعزيز فكرة المسرحية والمساهمة في نقل رسالتها إلى الجمهور. بهذا الدور، أكد ناظم زاهي أن الفن ليس مجرد وسيلة للتسلية والترفيه، بل هو أداة حيوية ومؤثرة في معالجة قضايا المجتمع.
الفنان ناظم زاهي، الذي يتمتع بخبرة واسعة في المجال الفني والمسرحي، يعتبر من أبرز الداعمين للمبادرات الثقافية والفنية التي تهدف إلى تحسين الوضع الاجتماعي وزيادة الوعي بين الأجيال الجديدة. من خلال مشاركته في هذا العمل المسرحي، يعزز زاهي دوره الريادي في دعم الشباب النجفي وتوجيههم نحو قضايا تهمهم، ويظهر التزامه المستمر بتحقيق التغيير الإيجابي من خلال الفن.
مسرحية “أولاد ناس” لم تكن مجرد عرض فني، بل كانت دعوة للتفكير الجاد والعمل المشترك لمكافحة المخدرات، ولتسليط الضوء على أهمية الفن كأداة توعوية مؤثرة. عرضٌ يساهم في تعزيز قيمة الفن كوسيلة للتغيير الاجتماعي، ويعكس الدور الكبير للفنانين في المجتمع، مثل الفنان ناظم زاهي، الذي يواصل العمل على دعم الثقافة والفن في النجف الأشرف، مؤكداً على دورهم البارز في مواجهة التحديات المجتمعية.
كما أن المسرحية عرضت في قصر الثقافة، الذي يعد من الأماكن الثقافية الهامة في النجف، لكن القصر يحتاج إلى ادامة مستمرة لضمان استمرارية الحراك الثقافي والفني في المدينة.