كان‭ ‬الغصنُ‭ ‬متيناً

ورقة‭ ‬وحيدة‭ ‬ظلت‭ ‬ترفرف‭ ‬فوق‭ ‬ظهره

بدا‭ ‬أنها‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬أنين‭ ‬الشتاء

كنت‭ ‬أُراقب‭ ‬المشهد‭ ‬عن‭ ‬شرفة‭ ‬ساكتة

ثمة‭ ‬قطٌّ‭ ‬كبيرٌ‭ ‬يلطع‭ ‬قدميه

أراهُ‭ ‬ولا‭ ‬يراني

خشخشة‭ ‬مريبة‭ ‬ببطن‭ ‬حاوية‭ ‬القمامة

ثلج‭ ‬البارحة‭ ‬المنخور

يتلملم‭ ‬عند‭ ‬حشوة‭ ‬الرصيف

مثلَ‭ ‬أُمٍّ‭ ‬دافئة

يلبد‭ ‬بظهرها‭ ‬جوق‭ ‬طفولة

قلتُ‭ ‬شرفةً‭ ‬مشرّفة

وعموداً‭ ‬كهربياً‭ ‬يتثنى

يشيل‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬لمعةً

كأنها‭ ‬عين‭ ‬شمس

الأمر‭ ‬لا‭ ‬يصب‭ ‬بعب‭ ‬اللص

ما‭ ‬زال‭ ‬القط‭ ‬يدهن‭ ‬جسمه‭ ‬بلسانه‭ ‬الطويل

غريبٌ‭ ‬أنت‭ ‬يا‭ ‬صاحبي

و‭ …‬

“‭ ‬كلُّ‭ ‬غريبٍ‭ ‬للغريبِ‭ ‬نسيبُ‭ ‬“

قال‭ ‬قلْ

قلتُ‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬تنفضَّ‭ ‬من‭ ‬حولي

وتخلفني‭ ‬منهشة‭ ‬ظنون

قال‭ ‬ارفع‭ ‬صوت‭ ‬المذياع

قلتُ‭ ‬جارتي‭ ‬تتسمّع‭ ‬دبيب‭ ‬النمل

شيء‭ ‬عجيبٌ‭ ‬يخرمش‭ ‬الذاكرة

لم‭ ‬يعد‭ ‬العمود‭ ‬وحيداً‭ ‬في‭ ‬التثنّي

الزقاق‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬مرج‭ ‬الهزِّ‭ ‬والرزِّ

قرميد‭ ‬الدار‭ ‬المسكونة‭ ‬بالجن

حاوية‭ ‬الزبل‭ ‬رزق‭ ‬الفقراء

وجاري‭ ‬العجوز‭ ‬القوي

يركب‭ ‬عكازاً‭ ‬فخماً

ويطير‭ ‬صوب‭ ‬أذان‭ ‬الفجر

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *