-1-

 

النفوس الصافية الكبيرة رحيبةُ الصدر ، وليس سهلاً عليها ان تسقط أحداً من عينها ومن عيون الناس ، حتى اذا مارس ما يستحق العقوبة .

 

انّها تقدر ظروف الاخرين وتحسب لها الحساب .

 

-2-

 

ومن روائع ما قرأت عن الصحابي الكبير (عبد الله بن مسعود) انه خرج يوماً الى السوق ليشتري لأهله شيئا ، فسرقت نقودُه وهذه السرقة جعلت الناس وهم يتعاطفون مع عبد الله بن مسعود يدعون على السارق .

 

أما عبد الله بن مسعود فقد رفع يديه الى السماء وقال :

 

اللهم إنْ كنتَ تعلم ان الذي سرق نقودي بحاجة اليها فبارك له فيها .

 

وإنْ كنتَ تعلم انّه في غير حاجة اليها فاجعلها آخر معصية له في حياته ،

 

-3 –

 

لقد جعل السارق في حِلٍّ منه اذا كان محتاجاً للمال الذي سَرَقَهُ .

 

ودعا له بان تكون سرقته لماله آخر معاصيه اذا لم يكن محتاجا للمال .

 

وهذا هو النبل الفائق والعلو الشاهق .

 

-4-

 

لم يَدْعُ عليه بالويل والثبور وعظائم الأمور وانما قدّر له حالتيْن دعا له فيهما .

 

وهذا منتهى الحلم والكرم .

 

ومَنْ لنا بمثل عبد الله بن مسعود في زمن كثرت فيه الانتفاخات والتشنجات حتى أتعبتْ وأرهقت والله المستعان .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *