ها هو تحتويه مشاعر لا عهد له بها ..تنتابه خلجات طارئة عليه ؛ يحاول أن يقاومها بلا جدوى بعد أن أصبح فريسة لأحلام تطارده ليل نهار . . هو رجل ليس بنزق ولا طائش ؛ تجاوز الخمسين من العمر ؛ لا ينكر انه يحب امرأته الحب الكبير وانه يحب أبناءه أكثر مما يحب نفسه ..غير أن هذه المعادلة بدأت تتأرجح منذ أن ربطته صلة مع امرأة على صفحات التواصل الاجتماعي ..امرأة تقول كلمتها بصدق في التعبير عما يجيش في نفسها من تطلعات حتى لتبدو كأنها طائر يحلق في فضاء رحب ؛ تمتلك قلما متألقا ساحرا تتبين حلاوته من وراء السطور ..وها هو أعجبه اسلوبها وطريقة طرحها لقضايا عصرية ليرد عليها بكلمات الثناء والتقدير مع رسائل أدبية ينبض بها قلمه . وهكذا مضى بهما الحوار في مساحات متعددة بعيدا عن همسات الحب ..غير أنه في اعماقه تنتابه تساؤلات عن هذه المرأة التي لم يرها ولم يحادثها ..كيف أنساق إلى التفكير فيها دون أن تردعه التزاماته مع أسرته! أمر محير حقا ؛ اتراه واقعا في نزوة ما تلبث أن تطوي صفحاتها أم انه تحت سكرات حب مجنون جاءه متأخرا لا يدري كيف تكون عواقبه ! وهو في هذه الساعات العصيبة يتساءل هل هي تبادله مشاعره ! وهذه المسافات الفاصلة كيف يتجاوزها ! انه من الصعب التكهن بالأسباب التي تقتحمه ولا حتى بنتائجها . قالت له امرأته وهي تراه غارقا في أفكاره : مالي اجدك تبحر في دنيا غير دنيانا ! رد عليها باقتضاب : لا تقلقي ..ساكون في حال أفضل ..وكل ما في الأمر اني مزمع على كتابة قصة ليس مثلها قصة وسيكون لها صدى أكبر مما أتوقعه ؛ قالت له وهي مطمئنة إلى حديثه: إذن ادعك مع قصتك ولا اعكر عليك صفو أفكارك .