أن أكتب إليك فهذا يعني أنني مفلس عاطلاً عن الحب ولن أصلك يوماً, بعدما أطفئتِ الهاتف أخر مرة وأنت تحدثيني أنا انطفئت معك أيضاَ, تعرفين بأنني الآن بت أحفظ نصف قصائد شاعرك الشعبي الذي تكتبين أشعاره في دفترك, لم تروق لي كتاباته أبداً ولكن من منطلق أو باب يُحشر المرء مع من أحب وما أحب, صار شاعرك الآن معروفاً, ألتقيت به صدفةً حدثته عنك كثيراً, كان أنساناً تعاطف معي دون ملل, وأنا احكي له عن الشيء الأكثر أهمية قبل أن يفوتني قطار الفرصة الأخيرة إلى الفوز بك. لا فرق سواء أن كتبت إليك من بغداد أو من غرب الحدود المدينة التي أحببتها مؤخراً, لأنني حدثتك عن تاريخها ومن بنها, أحاول في الكتابة أن أتخلص منك, ولكن هذه المحاولة أو الحيلة لا تجدي نفعاً ولا تسمن أيضاً, أفكر كل ليلة وكل صباح كيف لامرأة مثلك أن تُنسى في أغنية أو مقالة حب صغيرة, حين يُغني عبدالمجيد عبدالله أعود إليك من دون سابق تفكير في كبريائي أو بأنك التي تأخرت عن الموعد المحادثة الكلامية عشرة دقائق أضافيه بينما أنا أنتظر أن تنبأني لوحة اشعارات الهاتف برسالة منك. يأخذني الحنين إلى الأيام التي قرأت ألف تعويذةً بغية الهرب منها وأن لا أرجع إليها في الحلم ولا في اليقظة لأن الشيء الذي يتمكن من لمسِ أرواحنا مرة ثم يتخلى عنها فيما بعد, مهما عاد إليها لن يمتلكها أبداً, لأن جميع محاولات العودة الآتية بعد الخوف من الخسارة أو الفقدان ستكون ارقام انتظارات رحيل بعد التعودِ والملل. البارحة أصدر مطربك المفضل أغنيةً جديدة, حائراً الآن كيف لي أن أخبرك عنها أو أصف كلماتها وأنطق أسمك كما يتوافق مع مقامها الموسيقي, كيف يمكنني أن أراقب عداد المشاهدات في تطبيق اليوتيوب الشهير ثمة ملايين المستمعين لها إلا أنت حتى لا تعرفين ما أن كان هناك مطرباً كنتِ تحبيه يبث الأغنيات التي تجلب الحنين إلى الذكريات المؤقتة والبؤس الدائم حتى الصباح, ويجدد ذلك في المساء, حين ابتعدتِ صرت فاشلاً أنسى الطريقة التي تكتب بها رسالة أو سماع مقطوعةِ عزفٍ على أله العود, أجهل كيف أبدأ حديثاً عن المدن الجميلة التي لم نزرها بعد. أخبرت عقيل قبل قليل حينما حدثني  مبدياً أعجابه بآخر نصٍ كتبته فيك, بأننا لا يمكننا الكتابة عن شخص نحبه أو نحلم به, ليس عجز في بنك الكلمات أنما ثمة أشخاص لا يمكن لأي لغة أن تصف شعوراً ما عشناه مع من كانوا الأغنية التي ننام عليها. ربما بعد سنوات من الآن, نتقابل في مقهى بالصدفة, نشرب القهوة معاً ونضحك على كل ما حدث سابقاً, ثم نصبح اصدقاءً مرة أخرى, ربما. ولأنه كثرة الحديث عن الشيء الجميل تفقده لمعانه, حريُ بي إنهاء هذه المقالة الآن, فقد أنتهيت من الأستماع إلى الأغنيات التي تحبينها وانا أكتبك, حنيت ألك ـ هيثم يوسف, لو يوم أحد ـ عبدالمجيد عبدالله, أنا أصدق قلب حبك ـ فؤاد عبدالواحد, يا شوق ـ مروان خوري, وأخيراً الأغنية التي كانت على شكل سؤال بريء مثل وجهك, أين أنت يا نصفي الأخر ـ تونا كيرميتجي وتوفانا توركاي. إلى اللقاء في قصيدةٍ أخرى.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *