كنا نحب بنت الجيران إن كانت جميلة أو (نص ستاو) لكنها مضمونة الأصل والأخلاق ، ولازلنا نحب قيمر السدة ونعشق تمن الشامية والمشخاب،كنا بخير أذ لم نكن نعرف الورقة وشدة الدولار ، وكنا بأحسن حال أذ كانت معظم احاديثنا المادية عن الفلسان ( مايسوه فلس  احمر، راتبي فلسان ) أما الصمون فكان له مزاج خاص مع الريوك و فيروز الصباح ، خبزالتموين كان  بأربع فلسان لكنه لم يمنع تنور البيت وخبز العرب الحار ، وللخبز قدسية فنحن نحلف على بركاته وننذر منه لثواب أبي الفضل العباس  حتى نستعجل الحاجات الملحات ، لكن خبز اليوم قابل مثل خبزگبل كما يقول الممثل القدير أحسان دعدوش ؟ كانت ( الگرصة) والبانزين  أرخص المواد قبل هجوم الأمريكان ولم نسمع بتظاهرات أو قطع شوارع بناءً على زيادة في أسعار المواد فسلاماً على روح  الحصة التموينية أيام الحصار الضار وسلاماً على محلات الخضروات التي كانت تزهو بالتسعيرة ومن يخالفها  الى الأمن العامة (ينشال) ،الحديث هذه الأيام عن الأمن الغذائي وسلة الغذاء وغيرها من أقاويل أقرب للنكتة منها الى واقع الحال فحصة المواطن التي قالوا عنها ستأتي مع تحرير العراق وسوف تشبعنا وأجدانا في القبور وأن العصاير والجكليت من النمسا وبلاد الرومان والسكائر من المجر والحليب من فنلندا والدنمارك وسوف نلبس أجمل ساعات و ملابسنا الداخلية تستورد  خصيصاً لأهل العراق فأذا بنا عرايا نقتات من الأزمات ومن  أسوأ الدول في أغلب المقاسات ،أهذا حظنا يابلد الخيرات ، لقد دخلنا بآدميتنا  رقماً في  أرخص الأسواق ولم نعد أسما مقبولاً في أغلب المؤشرات ، وربما نحن رقم مميز في أحصائيات الفقر التي تقول  أن مايقارب 7 ملايين من هؤلاء دخلوا في آتونه والرقم يزداد . وعلى ضوء الجفاف والتغيرات المناخية واشتداد حدة النزاعات على مياه نهري ودجلة والفرات. سوف تكون الفاتحة (خسرانه )على أرواحنا في الأيام القادمات ،سلاماً على ارض الطيبات التي لم  تكن تستورد التمر واللبن ، سلاما على أرض النفط  والفجل والبصل ،سلاماً على المفقودات من  تفاح ديالى ورمان كربلاء وسمك  البصرة ، سلاماً عليك أيها  الغائب عنب بلد والدجيل، سلاما على سمك الشط والهور وجبن ابوغريب، سلاما على رقي سامراء و تفاح اربيل و ثوم الزبير ، اليوم أربعة أقراص من الرغيف بألف دينار وغداً ثلاث وبعدها واحدة ثم يأتي الدور على الصمونة (كل وحدة بألف موعشرة بألف) ،سلاماً على ألم العاطلين وعلى ميزانية البلاد وسلاما لافواج الحمايات وسلاما للفلل والعمارات في لندن والامارات .سلاماً عليك موطني بلد الحضارات والأنبياء بلد الأمام علي وأبنائه وأحفاده الأبرار .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *