يخطط الاتحاد العراقي لكرة القدم للتعاقد مع مدرب أجنبي لأربع سنوات مقبلة ، بعد الفشل الذريع في التصفيات الحاسمة لمونديال 2022.. وسائل اعلام تابعت هذا الخبر الذي يتصدر اعمال الاتحاد في هذه الايام ، شجعت الاتحاد على المضي قدماً في استقدام مدرب اجنبي كبير ..
انا لا اختلف مع انصار اللجوء الى مدرب اجنبي كبير ، ولكن هل بوسع الاتحاد استقدام مثل هذا المدرب ..هل تحت يد الاتحاد المال الكافي لتغطية عقد المدرب الاجنبي الكبير .. هل تضمن لجنة الخبراء التي تقف هذه المرة مع المدرب الاجنبي ، عدم تدخل رئيس الاتحاد في عمل المدرب ، وهو الذي همّش الجميع في المرحلة السابقة وقال أنا الاتحاد .. هل اخفق المدرب الوطني عبدالغني شهد في قيادة المنتخب في مباراتي الامارات وسوريا في التصفيات الحاسمة المؤهلة الى نهائيات كاس العالم 2022 ، وهو الذي جمع اربع نقاط في مباراتين فيما جمع المدرب الاجنبي خمس نقاط من ثمان مباريات .. اتفق مع الذي يقول ان الامور لا تقّيم بهذه الطريقة ، على اعتبار ان ظروف عمل المدربين كانت مختلفة في نقاط محددة ، ولكن المدرب الاجنبي (الكبير) اديفوكات وخلفه الممرن بتروفيتش استعانا بستين لاعبا في منافسات اهم بطولة على وجه الاطلاق ، وكان رئيس الاتحاد والمشرف الاداري للمنتخب يختلقا دائما الاعذار لهما ، على اعتبار ان المنتخب الوطني بحاجة الى اللاعبين الصاعدين ..
ولا اعرف اين ذهبت كلمات الاشادة بحق المدرب الوطني التي ملئت وسائل الاعلام المحلية عندما تولى عبدالغني شهد مهمة تدريب المنتخب في مباراتي الامارات وسوريا .. ترددي في قبول فكرة اللجوء الى المدرب الاجنبي ، هو الخوف من ان يكون المدرب بمواصفات خاصة في ذهن رئيس الاتحاد ، الذي يجزم بأنه عليم بكل شؤون اللعبة ، وتجربتنا المرة معه في الاشهر الستة الاخيرة اقرب دليل .. رئيس الاتحاد كان يتدخل في كل شيء يخص المنتخب من باب الحرص ، والصفة التي يحملها وهي رئيس الاتحاد ، ومعظم الخبراء الذين يحيطون به الان ، انتقدوا ادارته لشؤون المنتخب علناً في وسائل الاعلام في الفترة السابقة ، و مقطع الفيديو الشهير الذي يظهر فيه رئيس الاتحاد من المدرجات وهو يوجّه المدرب عبدالغني شهد بعدم زج بشار رسن في الشوط الثاني من مباراة سوريا ، ومنح الفرصة لزيدان إقبال ، يختصر الكثير من الكلام حول طريقة استخدام رئيس الاتحاد لصلاحياته .
الذي نتطلع اليه ان يكون المدرب الاجنبي ذا شخصية قوية وخبرة مميزة ، بوسعه منع رئيس الاتحاد من التدخل في شؤونه ، وممارسة كامل سلطاته الفنية وفق ما يراه مناسباً ..
وان يكون عالمياً بكل معنى العالمية ، وان يمتد عقده الى مونديال 2026.. واجزم ان مهمة المدرب الاجنبي مع المنتخب الوطني لن تنجح مهما كان شأن المدرب ، الا اذا قرر عدد غير قليل من لاعبي المنتخب مغادرة العقلية غير الصحيحة لادارة شؤونهم الفنية ..المدرب الاجنبي الكبير لن ينجح مع لاعبين غير حريصين على انفسهم ، و لا يمارسون حياتهم الرياضية على نحو احترافي ، و ليس لديهم الحافز لتقديم افضل ما عندهـــــم في كل مباراة .. ثم اعــــداد المنتخب الوطني يجب ان يحظى بدعم حــــكومي كامل ، ليمضي الى المونديال بخطى ثابتة .
نعم المدرب الاجنبي الكبير لادارة الشأن الفني لمنتخبنا الوطني ضرورة ملحة ، ولكن ان يكون استقدامه بشروط الاتحاد ، وليس شروط رئيسه ، حتى لا تتكرر اخطاء العامين الماضيين .