قدَماي المُلتَصِقتانِ دوماً بالأرضِ الثابتة،
أما آنَ لها أن تنفصِلَ عنها وتقفِزَ عالِياً حيثُ لاوجود لِأيِّ قيد؟
أن تتغلغلَ بالشجاعةِ حتى تتخطَّى كلَّ مُنحدَر
ولِتعبُرَ كلَّ بِركةٍ راكِدةٍ بالزيفِ والشكِّ والتثبيط
أن تتسلَّحَ بِقوَّةٍ تُؤهِّلها لأن تكسِر كلَّ صخرةٍ أو غصنٍ يُعيق تقَدُّمها عبر زمنٍ لا شيء فيه سوى المنحدراتِ حادَّةُ الحواف
أن تطيرَ عالِياً بأجنِحةٍ من خيال، تلكَ الأجنحة القادِرة على جعلِها تلمِسُ السماء
ثمَّةَ ما يدفعُني لِلكتابة
ثمَّةَ ما يشُدُّني بِلا وعيٍ مني ناحِيَةَ ورقةٍ متروكةٍ على الطاولة ، تماماً كما يجذِبُ مِغناطيسٌ قِطعة الحديد ،
ثمَّة ما يُغريني ويلمِسُ مشاعِري رافِعاً إيايَ نحو ذروة الشَّغفِ اللذيذ لِأرتِّبَ حروفاً زرقاء شهِيَّةً أبُثُّ فيها من روحي لتذوبَ في القلوبِ كحبَّاتِ سكاكِر تغمرُها بالحبِّ والأمل
ثمَّة ما يجعلُ من قلبي آلةً موسيقية تنشرُ ألحاناً تدفعُني لِلرقصِ أو الغرقِ بين ثنايا قصيدة.
هل تذوَّقَ أحدٌ طعمَ الحلوى الذائبةِ بين الكلِمات؟
بالنسبة لي لم يكن أبداً مجرَّد تذوُّق
هو إدمانٌ واعتِناق
فضولٌ لِمعرِفةِ المزيد عن تلك الخطوةِ المجنونةِ التي لم أقطعها بعد ، هناك في البعيد القادم،
في المستقبل الذي سيُشرِق قريباً
أينَ سأكونُ حينها ؟
وأين أنا الآن؟
هل سأكتُبُ عن شجرةٍ أم عن ورقة ؟
أم عن زهرةِ صبَّارٍ رقيقةٍ قاوَمَت ومازالَت تقاوم من أجل الحلم.