حكت لي والدتي هذه القصة الطريفة ، حدث أنني كنت في حواليِ الثالثة من عمري حين اخذتني والدتي إلى حجرتي لأخلد للنوم ، وبعد ان اطمأنت إلى نومي، خرجت منها وقد تركت الباب خلفها شبه مغلق، فهي لاتغلقه ابدا ، لأنها تأتي للاطمئنان عليّ عدة مرات، من خلال النظر عبر الفتحة الصغيرة التي تتركها، وذلك لأن نومي كان خفيفا ويوقظني أقل صوت يصدر من حولي .
دخلَت بعدها المطبخ، وقد اعدت كل مايلزم لتفاجئ أبي الذي كان يجلس في حجرة المعيشة امام التلفاز ، الذي كان سيعرض في هذة الليلة العرض الأول للفيلم المصري “العش الهادئ ” وأرادت ان تفاجئه بصنع مايعشقه وكانت دائما ماتبتاعه جاهزا مغلفا ..
لحظات وكان صوت صراخي يملأ أرجاء المنزل وكذلك صراخ لأبي وهو يقول: “جرى إيه ياسلمى ! إية اللي حصل ؟! .وما شعرت إلا وهي تجري ناحية حجرتي.. تحملني وتضمني إلى صدرها تحاول أن تهدئ من نفسي ، وفي نفس الوقت كان والدي يعدو تجاه المطبخ، الذي كان يصدر منه أصوات قوية كأنها أصوات ضرب نار في أرض معركة شرسة .. ولم تكن تلك الأصوات سوى الصوت الذي صدر جراء فرقعة حبات الذرة من داخل الإناء المعدني فوق النار .