أوقفت المرجعية الدينية العليا ممثلة بالسيد السيستاني الانهيار الأمني لقواتنا المسلحة أمام داعش.. بإعلان: الجهاد الكفائي
– منذ الأيام الأولى على تشكيلها.. واجهت حكومة حيدر العبادي عجزاً مالياً خطيراً.. فالخزينة خاوية.. وانخفاض مستمر في أسعار النفط الخام
– مقابل متطلبات رواتب الموظفين والمتقاعدين.. والتخصيصات الاستثمارية.. والمتطلبات المالية الأخرى في تصاعد.. واستمرار الفساد المالي المتصاعد الذي يعم كل المؤسسات الحكومية.. إضافة إلى متطلبات المواجهة العسكرية لداعش
ـ وجاءت التظاهرات الجماهيرية المطالبة بالإصلاح.. وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد.. لتكون المنقذ لحكومة حيدر العبادي.. الذي سارع باتخاذ عدة قرارات تقشف.. تحت يافطة (الإصلاح).. لتمتص الكتل السياسية.. التي فقدت بعض امتيازاتها.. هذه الإجراءات.. وتحاول تسويفها أو إلغائها
ـ وعلى الرغم من استمرار التظاهرات.. ودخول التيار الصدري لقيادتها تحت يافطة محاربة الفساد.. واقامة حكومة كفاءات.. أكثر من 70 شخصية لاختيار منها الحكومة.. وما انعكس ذلك على تعطيل البرلمان.. وتعثر جلسات الحكومة بعض الحين
ـ فقد أثبتت حكومة العبادي عجزها في محاربة الفساد.. والسيطرة على عمليات: الاغتيالات.. والسرقة..
-فيما أثبت الواقع إن بعض حمايات المسؤولين.. وميليشيات مختلفة.. والعشائر هي المسيطرة على الكثير من المدن والمناطق.. وغياب سلطة الدولة والقانون
ـ كل ذلك يقابله: كتل شيعية.. تنافس كل واحدة منها الأخرى بشكل يصل إلى التآمر ضمن تحالف هش
فالعقل السياسي الشيعي الذي يقود الحكم في العراق باسم الشيعة.. لا يمثل الشيعة فعلاً.. وإنما تستخدم هذه الكتل المذهب الشيعة للوصول إلى السلطة.. والحفاظ على مصالحها الخاصة وأموالها وامتيازاتها
ـ في مقابل هذه الكتل الشيعية.. وحدة القوى الكردية حول مطالبيهم (المشروعة وغير المشروعة).. أمام الحكومة المركزية ببغداد ومجلس النواب العراقي
اما الكتل السياسية السنية.. فعلى الرغم من تفككها.. لكنها تقيم الدنيا ولا تقعدها للحصول على أكبر المغانم ضمن سياسة: خذ.. وطالب بقوة
ـ أما الشعب.. باعتباره مصدر السلطات.. فاستطاع الاحتلال.. وهذه الكتل السياسية إلى استكمال تفكيكه وتمزيقه بالطائفية.. والحرمان.. والبطالة.. والجوع.. والجهل.. والأمراض.. والانحراف.. والجريمة المنظمة
-فبقيً مكتوف اليدين.. لن يستطيع القيام بأكثر من تظاهرات عفوية.. تسيطر عليها.. أو تسرقها القوى السياسية الحالية.. بشكل أو بآخر.. فليس هناك تنظيمات سياسية حقيقية نابعة من الشعب.. تستطيع أخذ المبادرة الشعبية: شعبٌ يركضُ.. ولا يدري مع من يكون؟ وضد من يكون؟
ـ وبين الكر والفر.. والانسحابات المفاجئة أمام داعش.. وبين التحرير وبعض (الخيانات).. والكم الهائل من الأسلحة والتجهيزات العسكرية.. بعضها فاسدة.. وغير الصالحة للاستخدام.. ووجود مئات الآلاف من الفضائيين.. تم خلال سنة ونصف تحرير 50 % من المناطق المغتصبة من قبل داعش
ـ إن معارك تحرير المدن والمناطق من داعش تتطلب جهوداً كبيرة.. ووحدة مواقف الكتل السياسية من قضية التحرير
– وبالتالي فإن تحقيق النصر النهائي على داعش ليس سهلاً.. لعدم توفر مستلزمات النصر الكامل المكملة للجهد العسكري.. نقول ذلك والوقائع تشهد.. فالفساد المالي بتصاعد.. والاختلافات بين الكتل عميقة.. والطائفية مازالت تنخر في جسد العراق.. والدول الإقليمية هي محرك أساسي للكتل السياسية العراقية.. والتحالف الدولي يتحرك وفق مصالحه.. وليس وفق مصالح العراق.. وحتى لو تحقق النصر النهائي على داعش.. ماذا ستكون صورة العراق ؟؟
– واستطاع رئيس الوزرار حيد العباي تحرير العراق من داعش
– وواجه العراق تحرير الموصل مشاكل جمة بعضها موجود أصلا وعلني ونعاني منه .. والبعض الاخر مستور وغير معلن.. اضافة الى مستدجدات خطيرة أبرزها
ـ تفاقم مشكلة النازحين.. الذين سيصل عددهم الى أكثر من ستة ملايين نازح داخل العراق.. وذلك بنزوح مليوني شخص من الشركاط والقائم والحويجة والمناطق المغتصبة الاخرى في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك.. ومن داخل الموصل خلال تحريرها
ـ عجز الدولة على إعمار المدن والمناطق التي تحررت من داعش.. خاصة إن داعش لم تخرج من الموصل والمدن الأخرى.. إلا بعد تدميرها.. كما فعلت في سنجار والرمادي وغيرها
ـ أضف الى ذلك إن الدعم المالي الدولي لأعمار هذه المناطق والمدن الاخرى لم يكن من الناحية النظرية كبيراً.. وفعلياً بل كان شحيحاً
– وهذا الشحيح ذهب أكثر من نصفه في جيوب السراق المسؤولين عن الأعمار
– وتبقى مشكلة النازحين من المشاكل المستديمة التي يعيشها العراق وهي: أزمة السكن.. قلة الأبنية المدرسية.. نقص في إنتاج الطاقة.. غياب الصناعات النفطية والبتروكيمياوية.. شحة المياه والسدود.. غياب الامن الغذائي.. انتشار الالغام والمقذوفات
ـ عراق ما بعد داعش كان وما زال أمام أخطر مشكلة معقدة وغير قابة للحل في ظل الواقع العراقي الحالي.. فهو امام مشكلة مليوني طفل وفتي يتيم.. بلا معيل.. بلا رعاية.. بلا سكن.. بلا راتب.. بلا دراسة.. وبلا عمل
– ومؤسسات رعاية الايتام في العراق جميعها (الحكومية والانسانية) لا تستطيع استيعاب ورعاية 100 ألف يتيم.. إذن العراق أمام انحرافات خطيرة لأجيال من الطفولة والفتوة: الايتام خاصة
ـ ارتفاع معدلات البطالة.. واستمرار وتصاعد الفساد المالي والإداري.. واستمرار تصاعد مستويات الفقر.. وتوسع في العشوائيات وبيوت الطين والتنك.. وارتفاع معدلات الأمية بشكل خطير
– اضافة الى استمرار المشاكل الاجتماعية المزمنة وتفاقمها: أولاد الشوارع.. تسول.. الجريمة.. الانحراف.. والمخدرات
ـ استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية بشكل خطير.. فأسعار النفط الخام لن ولن ترتفع.. مع غياب سياسة واضحة للدول المصدرة للنفط.. التي ضاعفت إنتاجها لسد نقص وارداتها المالية.. كما إن رفع الحصار الاقتصادي من قبل أمريكا والغرب عن إيران سيؤدي بإيران الى مضاعفة تصديرها للنفط أيضاً.. وبالتالي يصبح الفائض النفطي في الأسواق العالمية كبيراً جدا
ـ اهتزاز الوضع الأمني في معظم المدن.. خاصة العاصمة بغداد.. لانشغال القوات الأمنية بتأمين الوضع الأمني في المناطق المحررة.. والمناطق المتنازع عليها
– الخلافات بين المحافظات.. حول إشكاليات عديدة منها : تقاسم الحقول النفطية المشتركة.. تقاسم المياه.. وحتى تقاسم الطاقة.. وغيرها من الموارد
ـ ستسرق دماء العراقيين.. وتجير بأسماء الكتل السياسية.. ويزور تاريخ اليوم.. مثلما زورً تاريخ الأمس.. ويقاس حجم الكتل السياسية وقوتها في عراق ما بعد داعش.. ليس بفكرها.. ولا بما قدمته للوطن والمجتمع.. بل بعدد بنادقها
ـ ستكون لغة التخاطب فيما بين الكتل السياسية لغة الرصاص.. وليس لغة السياسة.. فالقوة ولعلعة.. البنادق ستكون حاضرة في الحوارات والتفاهم.. وليس الوطن ومصالح الشعب
يعيش عراق ما بعد داعش في دوامة عدم الاستقرار وسيغيب القانون تماماً.. بعد ان لبس الدواعش ثوب السياسة.. والتعامل مع دول الجوار كخدم لتحقيق مصالحها
ـ ستلعب الدول الإقليمية والولايات المتحدة دوراً أكبر في استمرار الصراع والقتال بين الكتل السياسية لترتيب الأوضاع لصالحها
ـ ويستمر مسلسل القتل بشعارات جديدة تدغدغ مشاعر ابناء المناطق.. أو تثير ردات فعل مذهبية وطائفية وعنصرية.. ويبقى الوطن غائباً.. مثلما يبقى المثقفون الحقيقيون النزيهون مهمشين أو مغيبين أو يستجدون معيشتهم
ـ أما الجهات الأمريكية : (المخابرات المركزية والخارجية ولجنة الأمن في الكونغرس)..فتركز على لحل اهمال المشكلة العراقية علنيا.. واستمرار الفوضى.. وتشجيع قوة العشائر.. واستمرار الخلافات بين بغداد والاقليم.. منتظرو القادم من الايام في الصراع بين التيار الصدري وبقية الكتل السياسية
ـ وهكذا سيكون المستقبل السياسي من نصيب الكتل الذي تمتلك الرؤية الإقليمية تجاه الأحداث المتسارعة والمتطورة في الشرق الأوسط.. وهنا لابد أن نؤكد ان بعض قيادات الكتل السياسية الحالية الكبيرة.. بدأت التحرك على الدول الاقليمية لبناء علاقات ايجابية وتحالفات قد تكون على حساب المصالح العراقية.. بهدف تحقيق قيادة العراق لها
ـ قد يلعب بعض الضباط المغامرين دورهم.. في السيطرة على الحكم من خلال الانقلاب.. لكن احتمالية حدوث ذلك ضعيف جدا.. في ظل جيش ليس عقائدياً ومهنياً.. وكل افراده متحزبون.. وولاءتهم: للكتل.. أو العشيرة.. أو المال.. أو لأمريكا.. أو للدول الاقليمية التي هي التي تحركهم.. مع ذلك تبقى مغامراتهم ضعيفة النجاح.. فالجندي ليس جندي الامس ينفذ ما يريده آمره أو القائد .. وإن نجح مثل هذا الانقلاب.. فإما ان ينحاز الى كتل معينة أو يفشل بسرعة.. وفي كلا الحالتين لن يقدم مثل هكذا انقلاب سوى فوضى اضافية لما يعيشه عراق ما بعد داعش
داعش السياسة
– تحول الكثير من قادة وكوادر الدواعش الى سياسيين.. وشكلوا كتلا.. وفازوا في الانتخابات الاخيرة.. وهم يشاركون اليوم في السياسة والحكم والمناصب.. بشكل مهم
ـ بقيً أن نقول : بالرغم من إيماننا التام بإرادة الشعوب.. فهل يستطيع العراقيون الوطنيون.. المتجاوزين للطائفية والعنصرية.. والذين لم تلوث أيديهم بدماء العراقيين وبالمال العام .. وغير مرتبطين بأجندات خارجية.. (جماهيرً ونخبً ثقافية واجتماعية وسياسية).. قلبً الأوضاع لصالحِ وحدة العراق شعباً وجغرافيةً.. وتوجهات بناء الدولة المدنية القائمة على أساس اًلمواطنة والمساواة الحقيقية بين كل العراقيين دون استثناء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لكن الواقع يشير الى ان الاوضاع لم تنضج لمستوى تحقيق هذه الأمنية