الدهاء في السياسة هو أن يتمتع الحاكم ، ومن يعمل بالشأن العام بحس سياسي عال وقدرة متميزة على استشعارالخطر وقراءة المستقبل بضوء حركة الواقع واتخاذ القرارات الصائبة لحل الازمات دون خسائر..
باختصار مفيد ..
الدهاء هو أن يتمكن الانسان من الخروج من الامر الخطير ..
والادهى هو من يبتعد عن هذا الامر اساسا ، ولا يقع فيه وهو أسلم وأقوم وأكثر حكمة وبصيرة من المهارة في الخروج منه..
والدهاء .. أعمق من الذكاء … فليس شرطا ان يكون الذكي داهية لكن الداهية يكون ذكيا حتما.
باختصار أيضا .. الذكاء يعني الفهم وسعة الاطلاع والدهاء يعني الفكر وجودة الراي وتدخل ضمنه امور كثيرة منها الاحتيال والخديعة والمكر لتاكيد ما يريد اثباته من حقائق والخروج من المشكلة اذا ما وقع فيها بيسر وسهولة .
الدهاء .. ليس إستغفال الناس كما هي نظرة ديغول الى السياسة .. ان فعل ذلك السياسي يكون غبيا ومخالفاً لمهمته الاساسية وفاشلاً فيها
السياسة في مختلف التخصصات تحتاج الى شخصية داهية ، وليس الى شخصية تتصف بالورع او درويش زاهد فقط دون فهم واطلاع بالسياسة وفنونها وعلومها فتكون لقمة سهلة وصيدا ثمينا للفاسدين وتجار السياسة والاعيبها وذئاب السياسة على حد تعبير أحد الكتاب..
والتاريخ العربي القديم حافل بالكثير من الدهاة والقصص الغنية بالعبر عن الدهاء .. تجلت فيها عبقريتهم خاصة في المعارك الحربية والسياسية والازمات والمواقف الخطيرة والخروج منها بدون خسائر أو باقلها ..
وفي التاريخ الحديث تحضرني قصة تشرشل مع الديك وفيها عبرة ودرس يختصر الدهاء في السياسة ويمكن ان تكون مثالا على الاعيب السياسيين وقدرتهم على الخروج من المواقف الصعبة أو اللعب على التناقضات والخلافات لتحقيق غايات معينة دون حساب لنتائجها السلبية ..
وخلاصتها :
عرف عن تشرشل أنه يميل الى النكتة والطرافة ، وكان داهية بكل المقاييس ، وأديبا كبيرا ، وقويا في التأثير بالجماهير وتعبئتها نحو ما يريد ، فاستحق أن يوصف بأنه من صناع التاريخ الكبار.
– جمع تشرشل وزراءه في مزرعة صغيرة في ضواحي لندن ، وبعد الانتهاء من إحتساء الشاي أشار الى أحد حراسه أن يطلق أحد الديكة ، وطلب من وزرائه أن يمسكوا به ، لكنهم فشلوا في الامساك به ، رغم كل محاولات اللحاق به ، فطلب من حارسه أن يطلق ديكا آخر فاطلقه ، وأخذ الديكان يتصارعان ، وبينما هما في هذه الحالة إقترب تشرشل من الديك الاول فقبض عليه وإبتسم قائلا : ( هذه هي السياسة ..) ..
نعم .. هذه هي السياسة ، انها شق الطريق بين الجثث كما يقول عنها ماريو فارغاس بوسا .
وأجمل ما قيل فيها ما قاله جون تول : (السياسة ؟ آه ما أكأبها) ..
{{{{
كلام مفيد :
اذا كان الاعتذار ثقيلا على نفسك ، فالاساءة ثقيلة على نفوس الاخرين ايضا .. ( جورج برنادشو )

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *