حتى بداية الحرب، كان التفوق الجوي الروسي على أوكرانيا مسألة بديهية بالنسبة للمتخصصين، ورأوا أن صواريخ “إس-400” (S-400) التي تعد أحد أفضل أنظمة الدفاع المضادة للطائرات والصواريخ في العالم لازالت تعطي الجيش الروسي التحكم في الأجواء وكذلك بقية تقنيات الاسلحة المتطورة والطيران حقق نتائج لصالح القوات الروسية على الارض رغم وقوف الدول الاوربية بجانب اوكرانيا بالمال والسلاح والافراد.
نظرا لتدمير الأسطول الأوكراني بالكامل تقريبا عام 2014 أثناء ضم شبه جزيرة القرم، لم تكن هناك مواجهة حقيقية بين السفن القتالية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب، حتى وإن ادعت أوكرانيا تدمير 13 سفينة روسية منذ بداية الحرب، لأن الأوكرانيين لم يكن لديهم سوى عدد قليل من زوارق الدورية وفرقاطة تم إغراقها في اليوم الأول من الحرب كي لا تقع في أيدي الروس.
نحن نتحدث عن واقع الاقتصاد الروسي في ظل
الحرب والحصار التي استمرت مئة يوم ؛
الروس في هذه المرحلة يحتفظون بميزة السيطرة البحرية، بعد توقع هذا البعد من الصراع لفترة طويلة وتعزيز وجودهم تدريجيا حول شبه جزيرة القرم في الأسابيع التي سبقت الحرب، وتحتفظ موسكو الآن بحكم الأمر الواقع ببحر آزوف والبحر الأسود بالكامل، وهي بالتالي تخنق أوكرانيا اقتصاديًا من خلال حرمانها من الوصول إلى البحر لتصدير منتجاتها.
روسيا تجني 800 مليون دولار يوميا من مبيعاتها للنفط والغاز، و بلغ الفائض في حسابها الجاري في أول 4 أشهر من 2022 نحو 96 مليار دولار وهذا أعلى رقم منذ 1994 على أقل تقدير.
هذه الإيرادات بالاضافة الى الحظر التدريجي، تمنح موسكو الوقت اللازم لامتصاص الصدمات الاقتصادية وتمويل الحرب!
كما ان روسيا تسيطر على سوق القمح العالمي.
لان هدف روسيا المتمثل في زيادة الصادرات الزراعية بنسبة 50٪ بحلول عام 2024 يمكن تحقيقه تمامًا. من العوامل المهمة في نمو الصادرات الروسية القمح، الذي سيطرت عليه موسكو بالفعل.
في نيسان وحده، زادت صادرات الحبوب الروسية بنسبة 18٪. سمحت الزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب العالمية للميزانية الروسية بتلقي 1.9 مليار دولار من عائدات الضرائب على صادرات الحبوب منذ بداية العام.
بالإضافة إلى ذلك أن تصدير القمح من روسيا يغطي العجز المتشكل في سوق الحبوب العالمية، بما في ذلك انخفاض الإمدادات من أوكرانيا بنسبة 32٪.
استطاعت روسيا ان تخطط جيدا لحرب استنزاف طويلة واحتفظت بالبحر كونه جزء مهم من استراتيجية تدعم الاقتصاد وتمنحه قوة تنعكس على الوضع الداخلي لروسيا معنويا ومجتمعيا.