-1-
من أصعب الأشياء على الانسان أنْ يبتلى بمن لا يُحسن التدبير ..،
ذلك أن سوء التدبير آفة خطيرة ومشكلة كبيرة تفضي الى ما يملأ النفس بالأحزان والكربات .
-2-
ذكرت في بعض الكتب الأدبية قصة الرجل الذي ابتلي بخادم بليد سيء التدبير للغاية .
أرسله مرة ليشتري له عنبا وتيناً فأبطأ عليه ،
واضطُر الرجل الى ضرب الخادم عقابا له على التأخير، وقال له :
اذا أرسلتُكَ في حاجةٍ فعليك أنْ تقضي حاجتيْن ..!!
ثم أنّ الرجل مَرِضَ فأمر الخادَم أن يأتيه بطبيب فغاب ثم جاء بالطبيب ومعه رجل آخر ،
وحين سأله عن هذا الغريب القادم معه قال له :
إنَّك ضربتني ،
وأمرتني أنْ اقضي لك حاجتيْن عندما تطلبُ مني حاجةً واحدة ..!!
فجئتُك بالطبيب ،
فانْ شفاك الله تعالى ، والاّ حَفَرَ لك هذا قَبركَ .
فهذا طبيب ،
وهذا حفّار .
-3-
وما يعانيه المواطنون العراقيون اليوم شبيه جداً بما عاناه الرجل المذكور في القصة .
فالمطالبة الشديدة بتحسين الأوضاع التعليمية في البلاد كان من آثارها ونتائجها تسريب الاسئلة الامتحانية لطلاّب الصف الثالث المتوسط، الأمر الذي دعا البعض للتعبير عما وقع بالمهزلة .
وللاسف الشديد ، وحيث انّ المحاصصات هي التي زرعت الكثير ممن لا يملك فطنة ولا خبرة في مواقع مهمة، فان سوء التدبير أصبح من أوضح السمات والظواهر لما يصدر عن اولئك الأغرار ..!!
والانكى من ذلك :
انّ المنتفعين من المحاصصات مِنْ سِياسيْ الصدفة يغضبون بشدة وينزعجون منك اذا ما رفعتَ عقيرتَكَ مُطالِبا بابعاد العناصر غير المؤهلة عن مواقعهم وتعويضهم عنها بما يتناسب مع الضئيل المحدود من قدراتهم …
ولا ندري الى متى ستستمر هذه المهازل ، وتجثُم
على صدورنا كوابيس المشاكل ؟
فالكلام كثير غير أنَّ التغيير المنشود تنتظره الجماهير.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *