( شليلة وضايع راسها ) أو ( رأس الشليلة ) ، من الأمثال الشعبية العراقية الشائعة .
و”الشليلة” “مجموعة من خيوط طويلة تلف على شكل كرة، واذا ما ضاع راس الخيط في تلك الكرة ، ضاعت كل امكانات الخياط ، مهما كانت مهارته ، في اتمام خياطة بدلة العروس او العريس”(1).
وفي بلادنا حيث نعيش دوامة عدم تشكيل حكومة حتى الآن ، على الرغم من المطالبات الشعبية بفعل صحوة الرأي العام وتنبيهه للتداعيات التي ستنعكس على مصالح العراق وشعبه و على علاقاته الخارجية وثرواته وأمنه واستقلاله جراء هذا التأخير ( الممنهج)!! ، وكل طرف أو جهة تتهم الطرف الاخر ، فقد صار حالنا مثل الـ ( شليلة وضايع راسها)!! ، ليس هذا فقط بل ان منصب رئيس الجمهورية لم يحسم بعد ، حتى أصبحنا وأمسينا بلا ( راس شليلة )!!.
لاشك فان هناك عوامل كثيرة لايمكن نكرانها تقف خلف ( ضياع راس الشليلة ) منها : عدم وجود دور حقيقي للشعب في التمثيل والادارة ، وثانيا التدخلات والاملاءات الخارجية على صناع القرار والساسة ، وثالثا عدم وحدة الفكر والرأي والكلمة بسبب كل ماورد ، اضافة الى عدم استقلالية ونقاء الأجهزة العسكرية والأمنية كما ينبغي ، وأخيرا الفساد المستشري في الخفاء والعلن .
يقينا فان مستوى الوعي الذي ارتقى اليه العراقيون بفضل التطور الهائل في تكنولوجيا الاعلام والاتصال ، والتقادم الزمني على الأحداث وظهور الحقائق جلية منذ غزو الديارحتى اللحظة ، وتأريخنا الذي أثبت ان العراق عبر مراحله الزمنية يمرض ولايموت ، كل ذلك كفيل باعادة الأمور الى نصابها الحقيقي وصولا للوقوف على ( رأس الشليلة )!!.