لماذا لم تنجح اية مبادرة معروضة في مرمى الازمة السياسية في العراق؟ يتساءل أكثر من مراقب لما يحدث من تطورات منذ اجراء الانتخابات المبكرة في تشرين الاول الماضي.
المبادرات المحلية تحمل عيوبها معها وهي تولد ميتة لأنها كانت دائماً تفسيرات قسرية املائية لوجهات نظر على الجانب الاخر ذي العلاقة، من دون أن يعي أصحابها معنى المبادرة واشتراطاتها ومرونتها.
والمبادرة تحمل عناصر فشلها حين تأتي من الخصوم الذين ليس لهم إرادة او قرار في تغيير مواقع الخطوات وتبادل المنافع في إطار الزحزحة بالتراضي عن التصلب غير المجدي.
وظنّي انّ أصحاب هذه المبادرات يعون سبب فشلها قبل أن يشرعوا بطرحها، لكنهم يمضون الى إعلانها اسقاطاً للفروض الشكلية ولشغل مساحة تعبوية في الشارع ولتلبية بعض الطروحات الداخلية الخاصة بتنظيماتهم.
في الجانب الاخر، هناك مَن يتحدث عن مبادرات محلية من خارج الطرفين المتخاصمين، لكن هؤلاء لا يمتلكون عناصر التفوق العددي والنوعي في منح ضمانات لأي طرف أو اغراء أية جهة للتعاطي معها، في واقع سياسي معروف بالبلد لا يتعامل إلا بالقوة أو الاغراء، حين تنكسر عصا التوافقات الواهنة.
بقيت الأطراف الخارجية، وجميعها يعيش حذرا شديدا، ولا يريد الظهور في اللقطة الأخيرة من المشهد سواء كانت إيجابية أو سلبية، باستثناء الطرف الإيراني الذي يبدو انه المعني الأول بالتنظيمات الشيعية التي تعيش الانقسام المعوق لولادة حكومة جديدة.
وتبدو الخطوات الإيرانية الآن حذرة وهادئة أكثر من المرحلة الأولى التي اندلع فيها الصراع بين الإطار والتيار، لاسيما بعد ان اتضحت الصورة وظهر أنّ الأطراف الخارجية الأخرى ليس لها أي يد في الازمة حلاً أو تعويقاً.
إيران لديها عناصر فرض الإرادة بقوة نفوذها على جميع الأطراف المختلفة، بدرجات متفاوتة نسبياً، ولا يمكن استبعاد ان تخطو إيران خطوة كبيرة في طريق حل الازمة الداخلية في العراق، عبر مفاتيحها الخاصة، وترجيحي انّها ستنجح في ذلك