حينما يرحل أحد الأحبة أو الخلان عن دنيانا فان الحزن يحتوينا وتضيق صدورنا لنرثي هؤلاء الأحبة والخلان بكلمات تعبر عن مشاعرنا ازاءهم ..كلمات تحمل الوجد والشوق ..هو ذا الرثاء الذي يحمل في طياته محاسن أولئك الذين فارقونا ويحمل سيرتهم التي تعطرت بالنقاء والصفاء والخير والجمال فكيف لا نرثيهم وقد كانت لهم منزلة في قلوبنا . وفي باب الشعر من ادبنا العربي الكثير من قصائد الرثاء ؛ فهذه الخنساء ترثي اخاها صخر منشدة : يذكرني طلوع الشمس صخرا واذكره لكل غروب شمس الا يا صخر لا انساك حتى افارق مهجتي ويشق رمسي . وهذا ابن الرومي يرثي أحد أبنائه قائلا : توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد . واذا انتقلنا الى واقعنا اليومي فسوف نجد أن الرثاء ليس للموتى فحسب بل لطفل يتيم ولامرأة أرملة ليس لها معيل ولرجل فقير لا يملك قوت يومه ..اما حال الوطن فحال يرثى له بعد أن فقد مقوماته ونضارته وجماله .