مما أصاب المجتمع هو رفضه القيام بأي عمل إيجابي والاعتراض عليه من دون دراسة أو تروي أو تأمل
فالمهم هو الاعتراض والمخالفة
فما يجوز لي لا يجوز لك
وما تقوم به أرفضه الآن ولكني سأقوم به بعد ذلك أن أردت القيام به انا؟
ولا يقبل العمل الجزئي وكأنه المتحرك يملك قدرة خارقة وهو مطالب بالوصول إلى كل المطلب من دون تبعيض مع أن الموروث يقول (ما لا يدرك كله لا يترك جله) وقال الشاعر (على المرء إن يسعى غاية جهده. وليس عليه أن يكون موفقا).
وللأسف تسرب هذا المرض لأغلب الأعمال التي نقوم بها
فعندما تنتقد السرقة
يقول لك الأولى إن تعالج الفقر
وعندما تطالب بحقوق الفقراء
يقول لك الأولى إن تمنع السرقة
وهكذا نحن نغوص في التسلسل والدور الفلسفي دون جدوى.
والأنكى والأفجع في المقام هو لغة التعميم
أنتم (شمسوين)
(ليش كاشفناكم تحجون على كذا)
(مقاعدكم غير هاي السالفة!!)
رغم أن هناك أعمال وأفعال وان كانت فردية إلا أنها تحسب لهذا السلك أو ذاك إذا أين الاستثناء؟
ولماذا يتم التعميم في الكلام؟
ثم ما تراه أنت لا يعني أنه الأهم!
لانك تنظر من منظار فردي دون علائق او مسؤولية تحتم عليك التركيز في عملك والتخطيط له والنظر في ابعاده ومستقبله واثاره
اما الاخر الذي تطالبه بما تراه فله من التجربة والعلم والمسؤولية يقينا تصرفاته مختلفة تماما عما يصدر منك لانك تمثل نفسك ولعل المطالب يمثل الوطن! او يمثل توجه يلقي على عاتقه من الامانة والموضوعية والحمل الثقيل الشيء الكثير!فكيف يتحد فعلكما معا؟
وللانصاف يطيب لي من هذه الناحية ان اذكر الدكتور علي الوردي وما طرحه في كتابه القيم مهزلة العقل البشري.
ومضمون الصورة الوردية للمجتمع هي
(أن الإنسان لا يؤمن بالصناعة الجديدة ولا يصدقها حتى يأت منتوج آخر فيصدق السابق ولا يصدق الثاني ثم يظهر منتوج ثالث فيصدق الثاني وينكر الجديد وهكذا.)
ومثال ذلك وهو مثال أقرب للواقع وهو مني وأكاد أجزم أن الأغلب الأعم يتفق به معي لانه عاشه وهو موضوع الرئيس او القائد او رب العمل فهو يندم على الرئيس الذي يرحل لكنه في وجوده كان يعترض عليه وبشده وغير قابل على أدائه أبدا حتى ابتلي باسوء منه وهكذا.
أصدقكم القول إنني كنت ومازلت اؤوكد على وجود مشكلة بنيوية متجذرة في هذه الشخصية التي لم تتغير منذ الإف السنين وكأن التاريخ واقف عندها لا جديد لا تحديث لا مغادرة للجدل غير المنتج أبدا
فقط اعتراض في اعتراض
أكثر كلمة كرهتها في حياتي عندما أنشر منشور ويعلق لي احد الاصدقاء (ولكن لا حياة لمن تنادي)؟ طيب سؤال انت المعلق ميت أم حي؟؟؟؟؟؟؟.
الشيخ مجيد العقابي.

https://t.me/iljnaan

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *