حق اليقين أن المجتمعات تتأثر بالاحداث والمواقف التي مسرحها المؤسسات العامة، اذ يعتمد حجم الأثر كونه سلبي أو ايجابي ويحفظ أو ينتهك أي نوع من القيم الإنسانية التي يفترض أن تكون راسخة وقوية وتعمل سلطات النظام الديمقراطي (التنفيذية، التشريعية، القضائية) على حفظها وصيانتها ومنع المساس بها أو التجاوز عليها، لان مخالفتها بالقول أو الفعل لفرد من أفراد المجتمع له أثر سلبي محدود ولكن تكراره دون حساب أو عقاب يؤدي إلى انتشاره وتبريره أما اذا كانت المخالفة صادرة من المؤسسة العامة أو احد منتسبيها أو قادتها أو مسؤولها الأعلى فإنها وباء سرطاني سريع الانتشار لا يمكن إيقافة إلا باستئصال الجزء المصاب أو محاولة علاجة وإعادة تأهيلة ولكن بعد عزله بالكامل وايقافه عن العمل.
أما الإنتهاك القيمي الأكثر خطورة وتدمير هو ما يتعلق بالصورة السيئة التي تتشكل في أذهان الطلبة عن سلوك أو ممارسة أو قرار أو حدث يتم قبوله أو العمل به أو التعاطي معه بإيجابية في المؤسسات التربوية والتعليمية لانه يُحدث شرخأً مرئياً للقيمِ يمكن مشاهدته فضلا عن سهولة انتشاره ليُرسخ ثقافة مَريضة سريعة الإنتشار، هنا نحن نتحدث عن حالات منتشرة هنا وهناك ولكنها مرفوضة قولا وهناك محاولات قد تكون غير جادة لعلاجها ولكنها تُحيي املا بإمكانية التداوي والتعافي ولو على المدى المتوسط أو البعيد، ولكن المخجل ان يصلك ما يصيبك بالذهول والصدمة الى هاتفك الشخصي بعد منتصف الليل هو دليل قاطع على فشل وتهاون وعدم أهلية النظام التربوي لعدم قدرته على منع تَسْريب اسئلة الامتحانات الوزارية، قد يحاول البعض التقليل من خطورة المشهد ولكننا نتفق معهم أذا كان هذا يحدث لأول مرة ولكنها اصبحت شبه ثقافة تحصل سنويا، هنا انتهى الكلام وهذا اذا استمر فانه يؤثر على القيم الإنسانية للمجتمع ومستقبل الأجيال ونحتاج إلى وقفة إنقاذ جادة ومسؤولة من سلطات النظام الديمقراطي (التنفيذية، التشريعية، القضائية) لشخيص الخلل ومحاسبة المقصر ووضع سياسات وإجراءات واليات تمنع تكرار هذه الانتهاكات في التربية والتعليم العالي (من إختيار القيادات واعادة هندسة العمليات الى إعادة بناء ثقة الطالب بالنظام التعليمي)، ونحتاج الى وقفة حازمة وذكية ومسؤولة من النقابات والأنشطة المجتمعية والإعلام. هناك الكثير من الخبراء يمكن الاستفادة من معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم لاقتراح خارطة طريق للنجاة. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.
# التعليم الركيزة الأهم والمصدر الأكثر تاثيراً لتعديل المسارات وتجاوز المشكلات وتهذيب اخلاقيات المهن وتحصين القيم الإنسانية للمجتمع.