آلهي.. اشكو اليك قلة صبري وتذمري فأنا لا أحب الا الخير.. والخير عندي ولا أحس به.. لذا اقول لك بكل خشوع.. قد نندهش في كثير من الاوقات عندم يهاجمنا موقف فيه ابتلاء او حيرة او تضجر في أمر ما، يسبب لنا الألم، وتصلنا خلاله رسالة تبعث السرور والطمأنينة والراحة والقناعة في نفوسنا، رسالة مترجمة من خلال موقف مباشر أو غير مباشرة، في الموضوع من زاوية مختلفة.. ترى هل تلك الرسائل وقلتنا مصادفة أم ان المؤمن الواثق من رحمة الله سبحانه يعلم أن تلك الرسالة ماهي الا اشارة من الله، ارسلها سبحانه ليوجه بها خطواته وينير طريقه، ليمده بصفاء النفس ونقاء العقل وحسن الظن، وتكون بصيصا من نور يصل الى الاعماق، وتمنحنا شعورا غير محدد بقدر جديد، وتظل الرسائل تتابع لتنير حياتنا، ويرتفع احساسنا بصور نسجها العقل والاحساس بايحاء من تلك الرسائل، ودعونا نستعرض بعضا من تلك الرسائل.. ففي لحظة قد تعاني من مرض يلزمك الفراش وتشعر بأنها النهاية، ومن شدة الالم تشعر بالتذمر وتضيق اخلاقك، وفجأة يظهر امامك من يعاني اضعاف معاناتك، ورغم ذلك فالابتسامة لا تفارق عينيه، والرضا مرسوم على وجهه، عندما تستلقي في فراشك، قد تعاني أحيانا من بعض الأرق، وتأتيك الرسالة لأناس حرموا من النوم لمرض او من يجافيهم النوم لكثرة الانابيب والاجهزة المثبتة في اجسامهم، وقد تعاني من ضيق التنفس او سعال شديد، وتأتيك الرسالة ان هناك من لا يتنفس الا من خلال ثقب بالرقبة او بجهاز الاوكسجين، وقد تصاب بالتهاب حاد في معدتك، وتظل لأيام تتغذى من خلال المدلول، وتضيق الدنيا في عينيك، وتأتيك الرسالة ان هناك من حرموا طوال حياتهم من أكل الاطعمة، وهناك من لا يتغذى الا عن طريق الانابيب والمحاليل، قد تكون في قمة الحزن والاكتئاب، وتشعر بأن الأمل قد انقطع بك، وفجأة تأتيك الرسالة تذكرك بالتفاؤل وحسن الظن، وقد تخنقك الذنوب، ولا تكاد تستطيع ترفع يديك الى الله خجلا منه ورهبة، واذ بك تسمع قوله تعالى (قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم).. فينشرح صدرك وتدرك انها رسالة طمأنينة من الرحمن الرحيم، وقد تتخاصم مع صديق، وتتضخم فيك مشاعر الكبرياء والاعتداد بالرأي، واذ بعبارة عابرة تقرؤها حول نعمة الصداقة، او تسمع خبرا عن موت عزيز، فتدرك أن الحياة لا تجود علينا كل يوم بصاحب وفيّ، فتعود لتجدد مشاعر الحب مع الاخر، انها رسائل كثيرة تذكرك بفضل نعمة الله عليك، فأن من هذه الابتلاءات ما يشرح لك أبلغ معاني الصحة والعافية، التي كنت تتمتع بها سنين، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدرها حق قدرها، أنها اشارات مضيئة ترسل اليها، فهنيئا لمن يعرف كيف يلتقطها، يعيد ترتيب حياته من جديد.. من هذا انه ذو حظ سعيد ليتنا من اصحاب الحظوظ السعيدة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *