نظرية المؤامرة ، ” مصطلح يشير الى حدث أو موقف اعتمادا على مؤامرة لا مبرر لها وربما لا وجود لها ، وتاخذ المؤامرة أبعادا في مضمونها على أفعال غير قانونية أو تؤدي الى نتائج مؤذية ، ويتم عادة توجيه اللوم الى حكومة أو منظمة أو أفراد في تنفيذها .
أصحاب نظرية المؤامرة ، هم من واحد او أكثر من الاحتمالات أو القناعات التالية :
– لم يحصلوا على إجابة أو قناعة وافية عن حدث معين .
– يعتقد البعض منهم ، في وجود تعتيم تام على حدث معين لاسباب أمنية أو قانونية من قبل الجهة صاحبة الحدث او لها علاقة به .
– البعض منهم ، مصاب بمرض نفساني في السلبية والتشكيك في اسباب اي حدث .
– ايمان البعض منهم ، بانه ليس هناك حدث جرى أو يجري بالصدفة ، ولا بد ان يكون هناك ارتباط للحدث.
وهناك منظمة قديمة لا يعرف الكثير عنها وعن تاريخها واصحابها ، تسمى ” عين العناية الإلهية ” ، يؤمن أتباعها بان نظرية المؤامرة هي دليل على وجود مؤامرة شارك فيها ” الاباء المؤسسين للولايات المتحدة الامريكية ” .
ورغم ان ” عين العناية الالهية ” غير معروفين في هويتهم ، واماكن تواجدهم ، وآرائهم ، الا ان شعارهم مطبوع على بعض العملات الامريكية ذات الدولار الواحد ( الصورة منشورة مع الموضوع ) ، ولا احد يعرف اسباب وضع الصورة على عملات أكبر دولة في العالم ، ولماذا ، وماذا تعني ؟.
ولنوفر على القراء وقتهم ، وندخل في أمثلة لحوادث حصلت ، وتنطبق عليها نظرية المؤامرة ، لبقاء المعلومات غامضة أو مجهولة الاسباب !
– اغتيال جون كينيدي :
ما زالت عملية اغتيال الرئيس الامريكي السابق جون كينيدي عام 1963 ، مجهولة تماما ، رغم اعتقال القاتل هارڤي أوزوالد ، وهو رجل مجهول الهوية السياسية وحتى الاجتماعية ، ورغم الحراسة المشددة عليه ، فقد تم قتله بعد يومين وعلنا ، وهو في طريقه الى المحكمة ، على يد جاك روبي ، ( كما في الصورة المرفقة ) ، وقبل انتهاء التحقيقات مع القاتل الجديد ، فقد تم اغتيال جاك روبي ، ايضا علنا ولاسباب غامضة مجهولة ، ولم يتم الاعلان عن شخصيتهم ومن هم هارڤي وروبي ، وهل بينهم علاقة ، ولمن يتبعون ، وتم القاء اللوم في مقتل الثلاثة على اكثر من جهة ، من المخابرات ، أو المافيا ، أو نائب الرئيس ليصبح رئيس ، أو مخابرات كاسترو كوبا ، ورغم نشر أكثر من ألف كتاب على عملية اغتيال جون كينيدي ، الا انه بقت القضية مجهولة ، ولم يتم نشر اي تقرير حول ما حصل .
فهل هناك سبب او اسباب للتعتيم على موضوع الاغتيال لحد اليوم ورغم مرور 60 عام على القضية ؟
– الاطباق الطائرة :
ظاهرة الاطباق الطائرة ، والتي تم رؤيتها بعد الحرب العالمية الاولى ، ورغم مشاهدتها من قبل الكثير من الناس والسلطات والمخابرات والعلماء والمتابعين ، الا انه تم ليس فقط التعتيم عليها كليا ، بل نفي وجودها ، وبقت ما بين اتهامات بين أمريكا والاتحاد السوفياتي سابقا ، بانها تعود لاحد البلدين ، الا انه مؤخرا وبضغط من بعض أعضاء مجلس الشيوخ ، فقد اعترفت وزارة الدفاع الامريكية بوجود ظاهرة الاطباق الطائرة ويتم التحقيق في مصادرها وحجم كل منها ، وتكنولوجيا سرعتها الفائقة ، والتي تثبت بانها من كواكب أخرى ، وخاصة مع وصول أصوات وترددات صوتية يعتقد بانها من كواكب اخرى .
فما هي اسباب التعتيم على الظاهرة ، ولاكثر من 100عام ، ولماذا لا يتم الاعلان عن ما توصلوا له رغم مرور أكثر من خمسة سنوات على بدأ التحقيق والمتابعة ؟
– مصير الزعيم النازي أدولف هتلر :
ظهرت نظرية مؤامرة بخصوص مصير الزعيم النازي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وكان هتلر يقوم بمهامه اليومية لساعات طويلة ، وفي مكتبه الرسمي ، وموجود في ادارة القوات الالمانية حتى آخر يوم من سقوط واستسلام المانيا ، وتقول النظرية بوجود نفق كبير تحت الارض يسمى ب ” بوابة القطب الجنوبي ” ، وقد هرب من خلالها الزعيم النازي هتلر وقادته وأتباعه ، ومعهم الاف العلماء ، وشبكة هذه الانفاق مزودة بجميع الخدمات الضرورية للمعيشة ولعدة سنوات ، ولدرجة سريان الاشاعة او نظرية المؤامرة بهذا الخصوص ، فان امريكا ودول الغرب قد قامت بعملية عسكرية تحت اسم ” هاي جمب – الطفرة العالية ” ، بقيادة الادميرال ريتشارد بيرد ، للتحري عن ذلك النفق أن كان له وجود ؟
من متابعتي الشخصية لهذا الموضوع ، فان الكثير من اتباع الزعيم النازي هتلر قد هربوا خلال اخر فترة من الحرب وبعد انتهاء الحرب الى دول امريكا اللاتينية وخاصة الارجنتين ، واستقروا باسماء وهويات جديدة ولحين موتهم ، وتم اكتشاف هويات البعض منهم ، وتمت محاكمتهم ، او تصفيتهم ، أو اختطافهم من قبل دولة معينة ومنهم ايخمان الذي تم اعدامه في تلك الدولة .
ولم تعلن أمريكا أو غيرها عن نتائج بحثهم عن الزعيم النازي هتلر أو مجرد احتمال عن مصيره .
فما هي اسباب التعتيم على مصير الزعيم النازي ، وقادة الدول التي دخلت برلين ومقر الزعيم النازي ، لديهم معلومات شبه متكاملة عن مصيره ، نتيجة التحقيقات التي جرت مع مرافقيه وحمايته وطباخينه ؟
– أحداث 11 سبتمبر 2001 :
هناك أكثر من سبب وسبب لفتح شهية الهواة والمحترفين من أصحاب نظرية المؤامرة لأحداث سبتمر 2001 , وانهيار أضخم وأكبر وأعلى بنايتين في العالم ، للكلام عن ما حدث ، ولا تلوم أصحاب النظرية لتفاصيل تكون قريبة الى الحقيقة عن ما هي مجرد نظرية مؤامرة .
وانا شخصيا ، كنت في ذلك اليوم على بعد أمتار من البنايتين ، وكنت قبلها مسؤول عن مشروع داخل احدى البنايتين ، ومكتبي فيها ، ومن بعض الاسباب التي نعطي اصحاب نظرية المؤامرة الحق في اعتقادهم :
… ليس اي من الطيارين الذي قاموا بالعملية سبق له ان تدرب على طائرة ، ما عدا اثنين تدربوا على طائرة صغيرة ” ام البروانة “.
… لا يستطيع اي طيار مدني ماهر من ان يناور في طائرة بوينغ ويحول مسار الطائرة من مسافة قصيرة جدا لتضرب وسط اي بناية ، وخاصة في جزيرة مانهاتن وسط نيويورك وذات مئات البنايات الشاهقة الارتفاع ، ولا يمكن التفريق بسهولة بينهم وبين البنايتين التي تم ضربهما .
… تم اعتقال بضعة اشخاص من دولة معينة ، كانوا على علم بوصول الطائرات ، مع اعطاء اشارات عن بعد للطائرات التي وصلت ، وتم اغلاق موضوعهم ومصيرهم .
… من الصعوبة جدا التنسيق بين اربعة طائرات تقلع من عدة مطارات لتلتقي وتضرب الاهداف في وقت واحد ، ما لم يكن هناك مساعدة داخلية .
… لا يستطيع اسامه بن لادن ومساعديه من التخطيط الدقيق للقيام بالعملية ، والتي تحتاج الى تكنولوجيا وعلوم طيران ، وهم يقبعون في كهوف وانفاق تحت الارض وخيم بين الوديان في افغانستان ، وحكومة طالبان طالبت بدلائل عن قيامهم لغرض اخراجهم من الارض الافغانية وضيافتهم ، كما طلب الرئيس السابق بوش الابن .
… تم جمع وسحب ما سجلته الكاميرات من فديوان وصور عن الضربات الكاملة ، ولم يعلن عن ما فيها .
يقول علم الاجرام ، عند حصول جريمة ، ابحث عن المستفيد منها ؟ فمن المستفيد في ذلك الوقت من تلك العملية القذرة البشعة التي ذهب ضحيتها اكثر من اربعة الاف مواطن مدني ؟
وحتى لو كان هؤلاء ال 11 من افراد القاعدة ، فلا نعرف عن هوية من هم في اعلى الهرم الذين كانوا يوجهون ويخططون ، ولا ننسى بان اسامة بن لادن كان احد العاملين مع الامريكان ، ويقال الى اخر يوم قبل الاحداث ؟
وهناك عشرات الامثال ان لم تكن مئات ، عن نظرية المؤامرة ، وقرب بعضها الى الحقيقة ، وذلك نتيجة التعتيم او اخفاق الحقائق ولاكثر من سبب .
وعندما نتابع ما يحدث مؤخرا من احداث سياسية في العراق ، واحداث روسيا واوكرانيا ، وربما قريبا الصين وتايوان ، وما يجري في العلن والخفاء في شمال افريقيا والشرق الاوسط من تحالفات جديدة ، فربما تصل الى نتيجة بان :
العالم .. ” قشمرة ” ، وما يجري ضحك على الذقون ، وعامة الناس لا تعرف واحد من ألف من ما يجري ، ومن الحقيقة .