بالرغم من شيوع وسائل الاتصالات في نقل الاخبار إلا أنّ معظم الشباب الذين يعتزمون الهجرة غير الشرعية من بلدان العرب، يجهلون القوانين الجديدة المتغيرة في أوربا وبريطانيا خاصة، ولا تزال معلوماتهم قديمة ومتواترة سماعاً عبر الشائعات والمصادر غير الصحيحة، وعمرها أكثر من عشرين سنة في أحسن الاحوال.
قبل ثلاثة أيام، قال شاب عراقي قادم من إقليم كردستان، وهو أحد طالبي اللجوء السبعة في بريطانيا الذين نجوا بقرار من القضاء في اللحظات الأخيرة من رحلة الترحيل التي كان مقررا إقلاعها قبل إلى رواندا، بحسب قرارات حكومية جديدة في لندن، للحد من التهريب، إنه لم يكن ليأتي إلى بريطانيا أبداً لو كان على علم بسياسة الترحيل الجديدة في لندن. كان يظن انّ البلد الذي سيضع رحاله الخاوية فيه سيكون مكان استقراره.
وكان طالب اللجوء العراقي، المعروف باسم «كي إن» قد أجبر على الصعود إلى الطائرة تنفيذا لقرا حكومي، لكن تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عطل الرحلة قبيل الإقلاع.
كما انّ هناك تقديرات شخصية لبعض الساعين للجوء، يعتقدون من خلالها انها ترجح كفة قبول لجوئهم، ومنها ما قاله ذلك الشاب العراقي الكردي لهيئة الاذاعة البريطانية في انّه كانت لديه آمال في الحصول على مساعدة من بريطانيا بعد أن خدم في القوات الكردية العراقية التي دعمت القوات البريطانية في العراق في عام 2004.وهو أمر عام يحتاج الى توثيق وشهادات من داخل العراق ومن القوات البريطانية ذاتها.
الدول الاوربية وبريطانيا، بها حاجة أكيدة لكي تنفتح على الاعلام العربي بمساراته المختلفة عبر حملات اعلانية غير تقليدية لكي تصل المعلومات الى المواطنين في العراق خاصة، اذ لا يزال يعتقد بعض الناس انَّ التعامل مع المهربين هو أمر مشروع وأنه لا توجد مسؤولية في ذلك ولا خطورة فيه على حياته الشخصية بسبب قدرة الايهام الكبيرة التي يمتلكها المهربون في اقناع ضحاياهم.
إنَّ استمرار سوء الأوضاع في العراق من شماله الى جنوبه سيزيد من وتيرة تفكير الشباب بالهرب بحثاً عن فرص حياة، حتى لو كانت في رواندا، واذا كان المهاجرون يرفضون الترحيل اليها اليوم فإنهم سيسعون إليها مباشرة بعد مرور الوقت، حين يقارنون الحال فيها مع حالهم في بلدهم الذي تأكله نيران الفساد من دون مساءلة وحساب، إلا من خلال استعراضات موسمية وسياسية لا تمت للواقع الحقيقي وللصوص الكبار بأية صلة.