أحببت أن أكتب مقالاً أستعير مثلاً المانياً في عنوانه، يقول في تفسيره لمثل حال العراق السياسي: مسرح قرود Affentheater
منذ ما يقرب من عشرين عاماً يعيش الشعب العراقي ومواطنه البسيط، عربياً أو كردياً، شيعياً أو سنياً، مسلماً أو غيره حالة مسرح قرود تلهينا بهلوانيات ممثلين، همهم الوحيد الاستثراء ونهب ثروات الشعب وتنفيذ أجندات وتحقيق مطالب ومكاسب فئوية وطائفية والشعب يمضي في أوهام وينظر في سراب، يساعدهم في ذلك:
ريعية الاقتصاد العراقي وسلطوية التصرف بذلك الريع، مع عدم تجاهل المسروقات والقرصنة
التدخلات الخارجية والاقليمية وحفاظها على الظروف والأوضاع التي تخدم مصالحها.
عائدية قوى سياسية وميليشياوية الى مرجعيات خارجية وداخلية تحظى بالهيمنة والقدسية.
شيوع داء الجدل السفسطائي والخطاب المنافق وأساليب المراوغة والخداع وغياب منظومات الاخلاق الرادعة.
تعدد مراكز القوى العسكرية وحملة مجموعات السلاح التي لا تقوى عليها مؤسسات القوى الأمنية الحكومية.
ضياع اصوات وصرخات شكرى وتشكي في ضوضاء سوق صفارين.
هذه الحال قد وضعت الشعب العراقي البسيط وحولته الى متفرج مخدر ‘، يمني نفسه بانفراجات وهمية من خلال من يمتلك مفاتيح اللعبة ذاتهم، الذين تفننوا على اللف والدوران والمماطلة والخداع الجماهيري بعد أن تحصنوا بالمال والسلاح واتكاؤا على مرجعيات.
وفي خضم مثل هذه الأوضاع لا بد أن نمتلك من الوعي والجرأة لتذكر جملة الأمور التالية:
ظروف وأسلوب قيام تبدل السلطة والعملية السياسية التي نعاني من عرجها منذ عام ٢٠٠٣ دستورنا الملغم ومواده التي ليس لها من معنى في أحاديث طرشان.
حدود التدخل الخارجي السافر في شؤوننا الداخلية، وهيمنته على القرار.
ان استحضار هذا الواقع يكشف لنا بكل الوضوح بأننا مشاهدين عميان وطرشان في صالة فيلم هندي، كما يقال، وفي أحسن الأحوال متفرجين في مسرح قرود، كما جاء في عنوان المقال.
برلين، ١٣/٦/٢٠٢٢