من نجوم فن التمثيل المسرحي والسينمائي والدراما العراقية , التي جمعت بين الابداع والانسانية وخدمت الشعب العراقي في مجال الفن والاعمال والبرامج الانسانية ممثل تراجيدي بارع وجريء , جسد العديد من الشخصيات الشعبية والتاريخية والادبية التي نال فيها اعجاب الناس انه الفنان الرائد الكبير سامي قفطان ذو الحضور المميز في الوسط الفني , عرفه الجمهور من خلال الافلام السينمائية الشهيرة منها (الظامئون ) و (المسالة الكبرى ) و (نجم البقال) والمسلسلات التلفزيونية منها (ذئاب الليل ) و (مناوي باشا ) و (الاماني الضالة ) .
سبق وان شارك في البرنامج التلفزيوني الانساني الشهير ( فريق الامل) الذي عرض على شاشة قناة (الشرقية) الفضائية قبل بضع سنوات بمعية الفنان الرائع كريم محسن والفنانة المبدعة اسيا كمال , وبإسناد من الفنانين الرواد الكبار حسن حسني وجواد الشكرجي وايناس طالب مهمة (فريق الامل ) الاطلاع على اوضاع الفقراء والمحتاجين والنازحين و تحديد الحالات الانسانية الصعبة ورفعها الى راعي المشروع الانساني الاستاذ سعد البزاز.. ومن خلال مشاهدتنا للفنان سامي قفطان وهو يعمل ضمن فريق الامل بجد وبتفاعل انساني ووجداني بالرغم من كبر سنه ( اطال الله بعمره ) جعل كاتب هذه السطور يتذكر موقف انساني اخر له كان فيها شاهد عيان على انسانية ووفاء واخلاص هذا الفنان المثابر ومفاده : في العام 2005 كنا نعمل في جريدة السيادة في منطقة البتاوين كان الفنان سامي قفطان يتردد على جريدتنا لزيارة صديقه الحميم الاديب القاص والاعلامي المعروف الراحل سالم العزاوي الذي كان يعمل معنا في الجريدة , وذات يوم من ايام شهر حزيران من تلك السنة اطل علينا الفنان قفطان , كان الوقت عصرا وعلى وجهه علامات التعب والحزن , واخبر الاستاذ سالم العزاوي بان الفنانين الممثل الكبير طالب الفراتي وعازف القانون الفنان خضير الشبلي في وضع صحي حرج وخطير , ويرقدان الان في العناية المركزة في مستشفى النعمان في الاعظمية وفي حالة يرثى لها ولا احد يسال عنهما على اثر ذلك سارع الاستاذ العزاوي بعد ان اخذ معه مصور الجريدة وذهب بمعية قفطان الى المستشفى واطلعوا على اوضاع المريضين المبدعين , واثناء ذلك , وجدوا في نفس صالة العناية المركزة , رقود اللاعب الدولي الشهير جميل عباس المكنى (جمولي) وهو في حالة صحية عصيبة وحرجة , بعدها عاد العزاوي مسرعا الى مقر الجريدة وحرر تحقيقا صحفيا رصينا ومؤثرا نشر في اليوم التالي , ناشد فيه وزير الثقافة ووزير الشباب والرياضة آنذاك بالاهتمام بهؤلاء المبدعين الكبار من الفنانين والرياضيين , وعلى اثر ذلك وفي اليوم التالي من نشر التحقيق الصحفي ارسلت كل من وزارتي الثقافة و الشباب والرياضة مندوبين عنهما لزيارة المرضى المذكورين والاطلاع على اوضاعهم ومساعدتهم وخلال تلك الايام العصيبة كان الفنان سامي قفطان بحركة دائبة وقلقة يزور ويتابع اخبارهم الا ان المرض لم يمهلهم طويلا حيث فارقوا الحياة ( رحمهم الله ).
هذا الموقف الانساني للفنان سامي قفطان , لن ينسى وسيسجل له في ذاكرة الفن العراقي والفنانين … نتمنى له العمر المديد والصحة والعافية الدائمة لمواصلة رسالته الفنية الانسانية والله ولي التوفيق.