منذ اكثر من قرنين ومازالت شامخة تصارع الزمان وتسرد للأجيال قصتها.
إنها بناية السراي التي تقع في محافظة ديالى وسط بعقوبة .تلك البناية على عتباتها تحكي ثورة الأمم حيث مرت بحقبتين لهما اثر كبير على بلاد الرافدين والوطن العربي ففيها نزلت الجيوش وتعالت الاصوات وتناثر غبار الحرب فيها .
إنها البناية التي سكنها في بادئ الأمر كبار قادة الجيش العثماني حيث شيدة في العهد العثماني ومن ثم اصبحت مقرا للقادة الانكليز بعد ترميمها عام 1913 م هذا وقد شهدت نزوح آخر الجنود بعد الثورة عام 1920م .
على درجات سلالمها نسمع وقعات اقدام الغرباء من مماليك وجنرالات وجنود لكن اليوم تزهو شامخة باولادها وهم يكتبون لها مقالاتهم وتصدح حناجرهم بها وهم على منابر الثقافة . انه اختلاف كبير بين اليوم والأمي. بالامس كانت مقرا لقادة الجيش المستعمر واليوم هي ملاذ وحصنا للمثقفين من أبناء الوطن .
فيها مقر للاتحادات العامة والمنظمات الثقافية والإنسانية. وانا من هنا في قلبها وفي اروقتها كتبت مقالتي هذه لأحيي ذكراها واطالب بأن تكون معلملا حضاريا ثقافيا يدخل ضمن لائحة التراث العالمي لقدمها واتمنى ان تحظى بعناية كبيرة من قبل الجهات المختصة كوزارة الآثار والتراث ووزارة الثقافة.
لابد من توحيد الجهود وبذل كل السبل في سبيل احياء التراث وعدم العبث به وتركه مرتعا للمياه الآسنة بجدرانه المتهالكة المتصدعة.
لقد عصر قلبي الالم وأنا اتجول في اروقة تلك البناية أرى واسمع الماضي وهو يأن في زواياها ودهاليزها فهل من مخرج ياخذنا من تلك العتمة إلى نور يسلط الاضواء على تلك الممرات الخاوية.