ضللتُ الطريق
بعدما أطفئتُ الحريقَ
في ذلك البئر العتيق
عدتُ أدراجي أبحث عن سمر ؟ من أين أتيت
واذا بنحلةٍ رأتني سارحاً
طنطنتْ لي
وهزتْ جناحيها
تبعتها أسيرُ خلفها كالمجنون
أضل الطريق
وإذا لحظات وأنا في مدينتي الخالية
ودعتني نحلتي التي لم تقل
لتدلني أخذ الطريق الأيمن أو الأيسر بل أوصلتني بعد اطمئنانها ورمت على وجهي
كحل جناحيها
ثم اهتديت إلى فريستي
سريري ووسادتي
لاصوت ولا إزعاج دراجة نارية
ولا دقات باب متسول غني
ولا فاتورة كهرباء ونحن لا يوجد عندنا كهرباء
والحمد لله لا توجد أسواق
كلها انتقلت الى الضفة الاخرى لأتسوق بالدَين
أخذت نوم عميق جداً
استعدتُ أنفاسي وذاكرتي
التي تركتها حين اصطدم القطار مع دجاجة محلية
في تلك الصحراء الخاوية لايوجد فيها إلا تلك النحلة
وذاك البئر الفارغ من الحياة
وبعد عشر ساعات ونيف نهضتُ طقطقتُ عظامي
وغسلتُ وجهي بهواء الغرفة
لايوجد طعام. لكن وجدت ورقة شجر لا أعرف من أين أتت هل جلبتها الرياح ؟ لا أعرف شكلها وطعمها
ومغطاة بورقة تشبهها
فتحتُ الورقة وإذا قليل من العسل الملكي الفاخر وقليل من كعبر النحل ماهذه الجنة التي أنا فيها أوصلتني بعد توهاني أطعمتني ورمتني على وجهي الكادح بزينة كحلها الخارق
يالسعادتي !
تذوقته وأكملت ما وضع لي ووضعت الكعبر جنباً أحتاجه لوقت الحاجة
لقدمي التي أوجعتني أو ما أصابني باصطدام القطار من ذهول وما سلكت من طريق الحمد لله على نعمة العقل لو كنت متزوج وخرجت وتأخرت بدون علمها ورجعت كالمهبول لا أعرفُ طريقي
كانت حكمت عليّ زوجتي بخيانتها وأطعمتني سم الفئران التي كثرت نواحينا هذه الأيام